للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال أبو الصّلت «١» ، واسمه ربيعة، وهو أبو أميّة بن أبي الصّلت، وهو ثقفيّ طائفيّ، وهو جاهليّ، وثقيف يومئذ أضداد بالبلدة وبالمال وبالحدائق والجنان، ولهم اللات والغبغب، وبيت له سدنة يضاهئون بذلك قريشا. فقال مع اجتماع هذه الأسباب التي توجب الحسد والمنافسة: [من الخفيف]

إنّ آيات ربّنا بيّنات ... ما يماري فيهنّ إلّا الكفور

حبس الفيل بالمغمّس حتّى ... ظلّ يحبو كأنّه معقور

واضعا حلقة الجران كما قطّ ... ر صخر من كبكب محدور

وقال بعضهم «٢» لأبرهة الأشرم: [من الرجز]

أين المفرّ والإله الطالب ... والأشرم المغلوب غير الغالب

وقال عبد المطّلب «٣» يوم الفيل وهو على حراء: [من مجزوء الكامل]

لاهمّ إنّ المرء يم ... نع رحله فامنع حلالك

لا يغلبنّ صليبهم ... ومحالهم أبدا محالك

إن كنت تاركهم وقب ... لتنا فأمر ما بدا لك

وقال نفيل بن حبيب الخثعميّ «٤» ، وهو جاهليّ شهد الفيل وصنع الله في ذلك اليوم: [من الوافر]

ألا ردّي جمالك يا ردينا ... نعمناكم مع الإصباح عينا

فإنّك لو رأيت ولن تريه ... لدى جنب المحصّب ما رأينا

أكلّ الناس يسأل عن نفيل ... كأنّ عليّ للحبشان دينا

حمدت الله أن عاينت طيرا ... وحصب حجارة تلقى علينا

<<  <  ج: ص:  >  >>