للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال النبيّ صلى الله عليه وسلم: «أنا بريء من كلّ مسلم مع مشرك» قيل: ولم يا رسول الله؟

قال: «لا تتراءى ناراهما» «١» .

ويقولون: إذا استقمت تلقاء وجهك فنظر إليك الجبل فخذ عن يمينك. وقال الكميت «٢» : [من المتقارب]

وفي ضبن حقف يرى حقفه ... خطاف وسرحة والأحدل

٢١٦٥-[جسامة الفيل]

قال أبو عثمان: خرجت يوم عيد، فلما صرت بعيسا باذ «٣» إذا أنا بتلّ مجلّل بقطوع ومقطّعات «٤» ، وإذا رجال جلوس، عليهم أسلحتهم فسألت بعض من يشهد العيد فقلت: ما بال هذه المسلحة في هذا المكان وقد أحاط النّاس بذلك التّلّ؟ فقال لي: هذا الفيل! فقصدت نحوه وما لي همّ إلّا النّظر إلى أذنيه فرجعت عنه بعد طول تأمّل وأنا أتوهّم عامّة أعضائه بل جميع أعضائه إلّا أذنيه، وما كانت لي في ذلك علّة إلّا شغل قلبي بكلّ شيء هجمت عليه منه، وكلّه كان شاغلا لي عن أذنه التي إليها كان قصدي، فذاكرت في ذلك سهل بن هارون، فذكر لي أنّه ابتلي بمثلها، وأنشدني في ذلك بيتين من شعره، وهما قوله: [من الوافر]

أتيت الفيل محتسبا بقصدي ... لأبصر أذنه ويطول فكري

فلم أر أذنه ورأيت خلقا ... يقرّب بين نسياني وذكري

٢١٦٦-[أعجب الأشياء]

قال: وقال رجل مرّة: أخزى الله الفيل فما أقبحه. فقال بكر بن عبد الله المزنيّ: لا تشتم شيئا جعله الله آية في الجاهليّة، وإرهاصا للنبوّة.

وقال سعدان الأعمى النحوي: قلت للأصمعيّ: أيّ شيء رأيت أعجب؟ قال:

الفيل.

وقيل لابن الجهم: أيّ أمور الدنيا أعجب؟ قال: الشمّ.

وقيل لإبراهيم النظّام: أيّ أمور الدّنيا أعجب؟ قال: الرّوح.

<<  <  ج: ص:  >  >>