للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهذا الفرس ربّما رعى الزّروع، وليس يبدأ إذا رعى في أدنى الزّرع إليه، ولكنّه يحزر منه قدر ما يأكل، فيبدأ بأكله من أقصاه، فيرعى مقبلا إلى النّيل، وربّما شرب هذا الفرس من الماء، بعد المرعى ثم قاءه في المكان الذي رعى فيه، فينبت أيضا.

والطّير عندنا يأكل التّوت ويذرقه، فينبت من ذرقه شجر التّوت.

قالوا: وإذا أصابوا من هذه الخيل فلوا صغيرا ربّوه مع نسائهم وصبيانهم في البيوت، ولم يزد على هذا الكلام شيئا.

قال «١» : وفي سنّ من أسنانه شفاء من وجع المعدة.

٢٢٢٣-[التداوي بفرس الماء وبنات عرس]

قال: والنّوبة وناس من الحبشة يأكلون الحيتان نيّة بغير نار، ويشربون الماء العكر فيمرضون، فإذا علّقوا سنّ هذا الفرس أفاقوا، قال: وأعفاج هذا الفرس تبرئ من الجنون والصّرع الذي يعتري مع الأهلّة.

قال «٢» : وكذلك لحوم بنات عرس صالحة لمن به هذه العلّة.

٢٢٢٤-[صيد الذئب للإنسان]

قال: وإنما يكون الإنسان من مصايد الذّئب إذا لقيه والأرض ثلجاء، فإنّه عند ذلك يحفش وجه الأرض ويجمعه، ويضرب وجه الرجل فارسا كان أو راجلا. قال:

ودقاق الثّلج وغباره إذا صكّ وجه الفارس سدر واسترخى وتحيّر بصره، فإذا رأى ما قد حلّ به فربّما بعج بطن الدّابّة، وربما عضّها، فيقبض على الفارس فيصرعه ولا حراك به، فيأكله كيف شاء، وإلّا أن يكون الفارس مجربا ماهرا، فيشدّ عليه عند ذلك بالسّلاح، وهو في ذلك يسير ويقطع المفازة، ولا يدعه حينئذ يتمكّن من النفر عليه.

٢٢٢٥-[تعليم الذئب وتأليفه]

وزعم»

عبويه أنّ الخصيّ العبدي الفقيه من أهل همدان، السودانيّ الجبلّي، وهو رجل من العرب قد ولدته حليمة ظئر النبيّ صلى الله عليه وسلم، وهو من بني سعد بن بكر، فزعم أنّ السّوداني أشبه خلق الله بجارحة وأحكمهم بتدبير ذئب وكلب وأسد ونمر،

<<  <  ج: ص:  >  >>