للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال لبيد في ذكرها وذكر أسماءها: [من الكامل]

لتذودهنّ وأيقنت إن لم تذد ... أن قد أحمّ من الحتوف حمامها «١»

فتقصّدت منها كساب وضرّجت ... بدم وغودر في المكرّ سخامها «٢»

ومن عادة الشعراء إذا كان الشعر مرثية أو موعظة، أن تكون الكلاب التي تقتل بقر الوحش، وإذا كان الشعر مديحا، وقال كأنّ ناقتي بقرة من صفتها كذا، أن تكون الكلاب هي المقتولة، ليس على أنّ ذلك حكاية عن قصّة بعينها، ولكنّ الثّيران ربّما جرحت الكلاب وربّما قتلتها، وأما في أكثر ذلك فإنّها تكون هي المصابة، والكلاب هي السالمة والظافرة، وصاحبها الغانم.

وقال لبيد في هذا القول الثاني غير القول الأول، وذلك على معنى ما فسّرت لك، فقال في ذلك وذكر أسماءها: [من الطويل]

فأصبح وانشقّ الضّباب وهاجه ... أخو قفرة يشلى ركاحا وسائلا «٣»

عوابس كالنّشّاب تدمى نحورها ... يرين دماء الهاديات نوافلا «٤»

ومن أسمائها قولهم: «على أهلها جنت براقش» «٥» .

ومن أسمائها قول الآخر: ضبّار: [من الكامل]

سفرت فقلت لها هج فتبرقعت ... فذكرت حين تبرقعت ضبّارا «٦»

وقال الكميت الأسديّ: [من المتقارب]

فبات وباتت عليه السّما ... ء من كلّ حابية تهطل «٧»

<<  <  ج: ص:  >  >>