للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يرض بهذه القرابة وهذه المشاكلة، وبمقدار ما عليه من طباع الخطّاف والحمام والعصفور، وبمقدار ما فضّلها الله تعالى به من الأنس، حتّى صار إلى غاية المنافع سلّما، وإلى أكثر المرافق.

٣٨٣-[الحاجة إلى الكلاب]

وليس لحارس الناس ولحارس أموالهم بدّ من كلب، وكلّما كان أكبر كان أحبّ إليه. ولا بدّ لأقاطيع المواشي من الكلاب، وإلّا فإنّها نهب للذئاب ولغير الذئاب ثمّ كلاب الصّيد، حتّى كان أكثر أهل البيت عيالا على كلّ كلب.

٣٨٤-[قبول الكلب للتلقين]

وقد صار اليوم عند الكلب من الحكايات وقبول التلقين، وحسن التصريف في أصناف اللّعب، وفي فطن الحكايات ما ليس في الجوارح المذلّلة لذاك، المصرّفة فيه، وما ليس عند الدبّ والقرد والفيل، والغنم المكّيّة، والببغاء.

والكلب الزّينيّ الصّينيّ «١» يسرج على رأسه ساعات كثيرة من اللّيل فلا يتحرّك. وقد كان في بني ضبّة كلب زينيّ صينيّ، يسرج على رأسه، فلا ينبض فيه نابض، ويدعونه باسمه ويرمى إليه ببضعة لحم والمسرجة على رأسه، فلا يميل ولا يتحرّك، حتّى يكون القوم هم الذين يأخذون المصباح من رأسه، فإذا زايل رأسه وثب على اللحم فأكله!. درّب فدرب وثقّف فثقف، وأدّب فقبل. وتعلّق في رقبته الزنبلة «٢» والدّوخلّة «٣» وتوضع فيها رقعة، ثم يمضي إلى البقّال ويجيء بالحوائج.

٣٨٥-[تعليم الكلب والقرد]

ثمّ صار القرّاد وصاحب الرّبّاح «٤» من ثمّ يستخرج فيما بين الكلب والقرد ضروبا من العمل، وأشكالا من الفطن، حتّى صاروا يطحنون عليه، فإذا فرغ من طحنه مضوا به إلى المتمعّك «٥» ، فيمعّك كما يمعّك حمار المكاري وبغل الطحّان.

<<  <  ج: ص:  >  >>