للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويقال أقعى الكلب إقعاء، ولا يقال قعد ولا جلس، وفي الحديث: «أنّه نهى أن يقعي أحدهم في الصلاة إقعاء الكلب» «١» .

٤١٤-[معرفة فتاء الكلب وهرمه]

قال صاحب الكلب: يعرف فتاء الكلب وهرمه بالأسنان، فإذا كانت سوداء كانت دليلا على كبره، وإذا كانت بيضا حادّة دلّت على الفتاء والحداثة. وقال: أسنان الذّكر أكثر.

٤١٥-[أصناف الحيوان الموصوفة بشدة المماضيغ]

وأصناف الحيوان المشقوقة الأفواه كالكلب والأسد والفهد موصوفات بشدّة المماضيغ والفكّ والخراطيم. كالكلب والخنزير والذئب، فأشبه الكلب الأسد في شحو الفم واتّساعه، وعلى أنّ شحو فمه على مقدار جسمه، وأشبه الذّئب والخنزير في طول الخطم وامتداد الخرطوم، ولذلك كان شديد القلب، جيّد الاسترواح. فجمع الكلب دون هذه الأصناف ما يصلح للرضّ والحطم، كما جمع ما يصلح للابتلاع والالتهام والحطم والاستمراء.

٤١٦-[بعض ما قيل في الأسد]

والأسد حريص واسع الشّحو، فهو يبتلع البضعة التي لو رآها الإنسان لم يظنّ أنّ حلقه يتّسع لمرور ذلك. ويقال إنّ عنقه عظم واحد واللّقم لا تجول فيه، وهو في ذلك قليل الرّيق، فلا يسلس في حلقه ما يمرّ فيه، بل يبتلع لفرط نهمه وشحو لحييه ضعفي ذلك المقدار.

وقد زعم ناس أنّ الذي يدلّ على أنّ عنق السبع عظم واحد، ضعفه عن تصريفه عنقه، فلا يلتفت إلّا معا، فيسمّى الأصيد.

٤١٧-[أسنان الذئب والأفاعي]

وقال جران العود في الذئب: [من البسيط]

شدّ المماضغ منه كلّ ملتفت ... وفي الذّراعين والخرطوم تسهيل «٢»

<<  <  ج: ص:  >  >>