للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقالوا في أسنان الذئب وفي أسنان بعض الحيّات بأنّها ممطولة «١» في الفكّين، يذهب إلى أنّه عظم مخلوق في الفك، وأنّه لا يثغر. وأنشدوا: [من السريع]

مطلن في اللّحيين مطلأ إلى ... رأس وأشداق رحيبات

والحيّات توصف بسعة الأشداق، والأفاعي خاصّة هي المنعوتة بذلك.

وقال الشاعر- وهو جاهلي-: [من الكامل]

خلقت لهازمه عزين ورأسه ... كالقرص فلطح من طحين شعير «٢»

ويدير عينا للوقاع كأنها ... سمراء طاحت من نفيض برير «٣»

وكأنّ شدقيه إذا استعرضته ... شدقا عجوز مضمضت لطهور

٤١٨-[مما أشبه فيه الكلب الإنسان والأسد]

وممّا أشبه فيه الكلب الإنسان والأسد، أنّ كلّ واحد من هذه الأجناس إنّما له بطن واحد، وبعد البطن المعى، إلا أنّ بعض بطنها أعظم من بعض، ويناسبها في الذي ذكرنا الذئب والدّبّ، فما أكثر ما يناسبان الكلب، فلذلك صارا يتناكحان ويتلاقحان. وهذا قول صاحب المنطق. قال: وأمعاء الكلب أشبه شيء بأمعاء الحيّة، وهذا أيضا مما يزيد في قدره، لأنّه إمّا أن يشبه الإنسان، وإمّا أن يشبه رؤساء السباع ودواهي الحشرات، وكلّما كانت هذه المعاني فيه أكثر كان قدره أكبر.

٤١٩-[احتلام الحيوان]

قال: والكلب يحلم ويحتلم، وكذلك الفرس والحمار، والصبيّ يحلم ولا يحتلم، والثّور في هذا كله كالصبيّ. ويعرف ذلك في الكلب إذا تفزّع وأنعظ.

وزعم أنّ الاحتلام قد عوين من الفرس والبرذون والحمار.

٤٢٠-[الحيوان الذي يطاول عند السفاد]

قالوا: وليس العظال والتحام الفرجين إلّا في الكلب والذئاب، ومن أراد أن يفرّق بين الكلاب إذا تعاظلت وتسافدت رام أمرا عسيرا.

<<  <  ج: ص:  >  >>