للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قالوا: والحيوان الذي يطاول عند السّفاد معروف، مثل الكلب والذئب والعنكبوت والجمل، وإن لم يكن هناك التحام. وإذا أراد العنكبوت السفاد جلبت الأنثى بعض خيوط نسجها من الوسط، فإذا فعلت ذلك فعل الذكر مثل ذلك، فلا يزالان يتدانيان حتى يتشابكا فيصير بطن الذّكر قبالة بطن الأنثى. وذلك شبيه بعادات الضفادع.

٤٢١-[تلاحم الذئب والذئبة عند السفاد]

وقال أبو الحسن عن بعض الأعراب، قال «١» : إذا هجم الرّجل على الذّئب والذّئبة وهما يتسافدان، وقد التحم الفرجان، قتلهما ذلك الهاجم عليهما كيف شاء، لأنّهما قليلا ما يوجدان كذلك، لأنّ الذئب وحشيّ جدّا وشهيّ «٢» جدّا، صاحب قفرة «٣» وخلوة، وانفراد وتباعد، وإذا أراد الذّئبة توخّى موضعا من القفار لا يطؤه الأنيس، خوفا على نفسه، وضنّا بالذي يجد في المطاولة من اللّذة.

وحدّثني أحمد بن المثنّى قال: خرجت إلى صحراء خوخ لجناية جنيتها وخفت الطّلب، وأنا شابّ، إذ عرض لي ذئب فكنت كلّما درت من شقّ استدار بي، فإذا درت له دار من خلفي، وأنا وسط برّيّة لا أجد معينا إلّا بشيء أسند إليه ظهري، وأصابني الدّوار، وأيقنت بالهلكة. فبينا أنا كذلك وقد أصابني ما أصابني- وذلك هو الذي أراده الذّئب وقدّره- إذا ذئبة قد عرضت، وكان من الصّنع وتأخير الأجل أنّ ذلك كان في زمن اهتياجها وتسافدها، فلما عاينها تركني وقصد نحوها، فما تلعثم «٤» أن ركبها. وقد كنت قرأت في بعض الكتب أنّها تلتحم، ففوّقت سهمي وهما ينظران إليّ، فلمّا لم أر عندهما نكيرا حقّق ذلك عندي ما كان في الكتاب من تلاحمهما، فمشيت إليهما بسيفي حتّى قتلتهما.

٤٢٢-[زمان تلاقح الكلاب والخنازير]

قال: ومما يعدّ للكلاب أنّها كثيرا ما تلقح وتلقح لحال الدّفء أو الخصب، والكلب والخنزير في ذلك سواء، ولا يكاد غيرهما من الأصناف يتلاقح في ذلك الزمان. فالكلب كما ترى ينازع أيضا مواضع الإساءة والمحاسن في جميع الحيوان.

<<  <  ج: ص:  >  >>