للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رعد؛ فإنّ الرّعد إذا اشتدّ لم يبق طائر على الأرض واقع إلّا عدا فزعا، وإن كان يطير رمى بنفسه إلى الأرض. قال علقمة بن عبدة [١] : [من الطويل]

رغا فوقهم سقب السّماء فداحض ... بشكته لم يستلب وسليب

كأنّهم صابت عليهم سحابة ... صواعقها لطيرهنّ دبيب

٦٦٣-[تقبيل الحمام]

قال: وليس التّقبيل إلّا للحمام والإنسان، ولا يدع ذلك ذكر الحمام إلّا بعد الهرم. وكان في أكثر الظّنّ أنّه أحوج ما يكون إلى ذلك التّهييج به عند الكبر والضّعف.

وتزعم العوامّ أنّ تسافد الغربان هو تطاعمها بالمناقير، وأنّ إلقاحها إنّما يكون من ذلك الوجه. ولم أر العلماء يعرفون هذا.

قال: وإناث الحمام إذا تسافدت أيضا قبّل بعضهنّ بعضا، ويقال إنّها تبيض عن ذلك، ولكن لا يكون عن ذلك البيض فراخ، وإنّه في سبيل بيض الريح.

٦٦٤-[تكوّن الفرخ في البيضة]

قال: ويستبين خلق الفراخ إذا مضت لها ثلاثة أيّام بليالها وذلك في شباب الدّجاج، وأمّا في المسانّ منها فهو أكثر، وفي ذلك الوقت توجد الصّفرة من النّاحية العليا من البيضة، عند الطرف المحدّد وحيث يكون أوّل نقرها، فثمّ يستبين في بياض البيضة مثل نقطة من دم، وهي تختلج وتتحرّك. والفرخ إنّما يخلق من البياض، ويغتذي الصّفرة، ويتمّ خلقه لعشرة أيّام. والرّأس وحده يكون أكبر من سائر البدن.

٦٦٥-[البيض ذو الصفرتين]

قال: ومن الدّجاج ما يبيض بيضا له صفرتان في بعض الأحايين، خبّرني بذلك كم شئت [٢] من ثقات أصحابنا.

وقال صاحب المنطق: وقد باضت فيما مضى دجاجة ثماني عشرة بيضة، لكلّ بيضة محّتان، ثمّ سخّنت وحضنت، فخرج من كلّ بيضة فرّوجان، ما خلا البيض


[١] ديوان علقمة ٤٦، والمفضليات ٣٩٥، والأول في اللسان والتاج (دحص) ، والتهذيب ٤/٢٣٠، والمقاييس ٢/٣٣٢، والمجمل ٢/٣١٩، وبلا نسبة في الجمهرة ٥٠٣، والثاني بلا نسبة في اللسان (صوب) ، والتهذيب ١٢/٢٥٢.
[٢] هذه العبارة يستخدمها الجاحظ كثيرا، انظر رسائله ٢/٢٦٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>