للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يقول: استقى بسفرته من هذه البئر، ولم يستق بدلو. وهذه بئر قد سكنها الحمام لأنّها لا تورد.

وقال جهم بن خلف [١] : [من الطويل]

وقد هاج شوقي أن تغنّت حمامة ... مطوّقة ورقاء تصدح في الفجر

هتوف تبكّي ساق حرّ ولن ترى ... لها دمعة يوما على خدّها تجري

تغنّت بلحن فاستجابت لصوتها ... نوائح بالأصياف في فنن السّدر [٢]

إذا فترت كرّت بلحن شج لها ... يهيّج للصّبّ الحزين جوى الصّدر

دعتهنّ مطراب العشيّات والضّحى ... بصوت يهيج المستهام على الذّكر

فلم أر ذا وجد يزيد صبابة ... عليها، ولا ثكلى تبكّي على بكر

فأسعدنها بالنّوح حتّى كأنّما ... شربن سلافا من معتّقة الخمر

تجاوبن لحنا في الغصون كأنّها ... نوائح ميت يلتدمن لدى قبر [٣]

بسرّة واد من تبالة مونق ... كسا جانبيه الطّلح واعتمّ بالزّهر [٤]

٧٠٦-[استطراد لغوي]

ويقال: هدر الحمام يهدر. قال: ويقال في الحمام الوحشي من القماريّ والفواخت والدّباسي وما أشبه ذلك: قد هدل يهدل هديلا. فإذا طرّب قيل غرّد يغرد تغريدا. والتغريد يكون للحمام والإنسان، وأصله من الطير.

وأمّا أصحابنا فيقولون: إنّ الجمل يهدر، ولا يكون باللام، والحمام يهدل وربّما كان بالراء.

وبعضهم يزعم أنّ الهديل من أسماء الحمام الذّكر. قال الرّاعي واسمه عبيد بن الحصين [٥] : [من الكامل]

كهداهد كسر الرّماة جناحه ... يدعو بقارعة الطّريق هديلا


[١] الأبيات في ربيع الأبرار ٥/٤٤٧، عدا البيت قبل الأخير.
[٢] السدر: شجر النبق. «القاموس: سدر» .
[٣] يلتدمن: يضربن صدورهن في النياحة «القاموس: لدم» .
[٤] تبالة: موضع ببلاد اليمن. معجم البلدان ٢/٩. الطلح قيل: الموز، وقيل: شجر عظيم بالبادية كالسّمر، أو شجر حسن اللون لخضرته، له رفيف ونور طيب. عمدة الحفاظ (طلع) ، وانظر كتب التفسير في قوله تعالى: وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ
[٢٩/الواقعة: ٥٦] .
[٥] ديوان الراعي ٢٣٨، واللسان والتاج (هدد، هدل) ، والجمهرة ١٩٤، ١٢١١، والتهذيب ٥/٣٥٣، ٣٥٤، والعين ٣/٣٤٧، والمجمل ٤/٤٤٧، والمخصص ٨/١٣٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>