للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكقول الآخر [١] : [من الوافر]

فإنّ الظّنّ ينصف أو يزيد

وهذا ليس من الإنصاف الذي هو العدل، وإنّما هو من بلوغ نصف الساق.

وأمّا قوله: [من الرجز]

كيما ينقّ والنّقيق يتلفه

فإنه ذهب إلى قول الشاعر [٢] : [من الطويل]

ضفادع في ظلماء ليل تجاوبت ... فدلّ عليها صوتها حيّة البحر

٧٢٩-[معرفة العرب والأعراب بالحيوان]

وقلّ معنى سمعناه في باب معرفة الحيوان من الفلاسفة، وقرأناه في كتب الأطبّاء والمتكلمين- إلّا ونحن قد وجدناه أو قريبا منه في أشعار العرب والأعراب، وفي معرفة أهل لغتنا وملّتنا. ولولا أن يطول الكتاب لذكرت ذلك أجمع. وعلى أنّي قد تركت تفسير أشعار كثيرة، وشواهد عديدة مما لا يعرفه إلّا الرّواية النّحرير؛ من خوف التطويل.

٧٣٠-[حمام النساء وحمام الفراخ]

وقال أفليمون صاحب الفراسة: اجعل حمام النساء المسرولات العظام الحسان، ذوات الاختيال والتّبختر والهدير؛ واجعل حمام الفراخ ذوات الأنساب الشريفة والأعراق الكريمة، فإنّ الفراخ إنّما تكثر عن حسن التعهّد، ونظافة القراميص [٣] والبروج. واتّخذ لهنّ بيتا محفورا على خلقة الصّومعة، محفوفا من أسفله إلى مقدار ثلثي حيطانه بالتماريد [٤] ، ولتكن واسعة وليكن بينها حجاز.

وأجود ذلك أن تكون تماريدها محفورة في الحائط على ذلك المثال، وتعهّد البرج


[١] صدر البيت
(فإلّا يأتكم خبر يقين)
، وهو لأبي الفضة قاتل أحمر بن شميط، وقد تقدم في مطلع باب «في صدق الظن وجودة الفراسة» ، ص ٢٧.
[٢] البيت للأخطل في ديوانه ١٨١، والبيان ١/٢٧٠، والكنايات ٧٢، وبلا نسبة في عيون الأخبار ٢/٩٧.
[٣] القراميص: جمع قرموص؛ وهو العش يبيض فيه الحمام «القاموس: قرمص» .
[٤] التماريد: جمع تمراد، وهو بيت صغير في بيت الحمام لمبيضه «القاموس مرد» .

<<  <  ج: ص:  >  >>