للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فترى الذّباب بها يغنّي وحده ... هزجا كفعل الشّارب المترنّم

غردا يحكّ ذراعه بذراعه ... فعل المكبّ على الزّناد الأجذم

قال: يريد فعل الأقطع المكبّ على الزّناد. والأجذم: المقطوع اليدين. فوصف الذّباب إذا كان واقعا ثمّ حكّ إحدى يديه بالأخرى، فشبّهه عند ذلك برجل مقطوع اليدين، يقدح بعودين. ومتى سقط الذّباب فهو يفعل ذلك.

ولم أسمع في هذا المعنى بشعر أرضاه غير شعر عنترة.

٧٦١-[قول في حديث]

وقد كان عندنا في بني العدوية شيخ منهم منكر، شديد العارضة فيه توضيع، فسمعني أقول: قد جاء في الحديث: «إنّ تحت جناح الذّباب اليمين شفاء وتحت جناحه الأيسر سمّا. فإذا سقط في إناء أو في شراب أو في مرق فاغمسوه فيه؛ فإنه يرفع عند ذلك الجناح الذي تحته الشفاء، ويحطّ الجناح الذي تحته السمّ» [١] .

فقال: بأبي أنت وأمي هذا يجمع العداوة والمكيدة!

٧٦٢-[قصّة لتميمي مع أناس من الأزد]

وقد كان عندنا أناس من الأزد، ومعهم ابن حزن، وابن حزن هذا عدويّ من آل عموج، وكان يتعصّب لأصحابه من بني تميم وكانوا على نبيذ، فسقط ذباب في قدح بعضهم، فقال له الآخر: غطّ التميمي، ثمّ سقط آخر في قدح بعضهم، فقال الباقون: غطّ التميميّ! فلمّا كان في الثالثة قال ابن حزن: غطّه فإن كان تميميّا رسب، وإن كان أزديّا طفا. فقال صاحب المنزل: ما يسرّني أنّه كان نقصكم حرفا.

وإنما عنى أنّ أزد عمان ملّاحون.

٧٦٣-[ضروب الذّبّان]

والذّبّان ضروب سوى ما ذكرناه من الفراش والنّحل والزّنابير. فمنها الشّعراء، وقال الراجز [٢] : [من الرجز]

ذبّان شعراء وبيت ماذل


[١] أخرجه البخاري في بدء الخلق، باب ١٧، حديث ٣١٤٢، وأعاده برقم ٥٤٤٥.
[٢] الرجز بلا نسبة في نهاية الأرب ١٠/٢٩٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>