للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فأمّا السند؛ فإنّ السّنديّ صاحب الخربة [١] إذا صار إلى البدو، وهو طفل، خرج أفصح من أبي مهديّة، ومن أبي مطرف الغنويّ. ولهم طبيعة في الصّرف، لا ترى بالبصرة صيرفيّا إلا وصاحب كيسه سنديّ.

٨٥٥-[تفوق أهل السند]

واشترى محمّد بن السّكن، أبا روح فرجا السّندي، فكسب له المال العظيم.

فقلّ صيدلانيّ عندنا إلّا وله غلام سنديّ. فبلغوا أيضا في البربهار والمعرفة بالعقاقير، وفي صحّة المعاملة، واجتلاب الحرفاء مبلغا حسنا.

وللسّند في الطبخ طبيعة، ما أكثر ما ينجبون فيه.

وقد كان يحيى بن خالد أراد أن يحوّل إجراء الخيل عن صبيان الحبشان والنّوبة، إلى صبيان السند، فلم يفلحوا فيه، وأراد تحويل رجال السّند إلى موضع الفرّاشين من الرّوم، فلم يفلحوا فيه.

وفي السّند حلوق [٢] جياد، وكذلك بنات السّند.

٨٥٦-[استطراد لغوي]

والغراب يسمّى أيضا حاتما. وقال عوف بن الخرع [٣] : [من الطويل]

ولكنّما أهجو صفيّ بن ثابت ... مثبّجة لاقت من الطّير حاتما [٤]

وقال المرقّش، من بني سدوس [٥] : [من مجزوء الكامل]

ولقد غدوت وكنت لا ... أغدو على واق وحاتم


[١] الخربة: سعة خرق الأذن، وكل ثقب مستدير. «القاموس: خرب» .
[٢] حلوق: جمع حلق، أراد أن أصواتهم جيدة.
[٣] البيت في الأصمعيات ١٦٩.
[٤] المثبجة: البوم. «القاموس: ثبج» .
[٥] الأبيات للمرقش في اللسان والتاج (وقي) ، والمعاني الكبير ٢٦٢، والأزمنة والأمكنة ٢/٣٥٢، ١١٨٧، والتهذيب ٤/٤٥٠، ٩/٣٧٥، وله أو لخزز بن لوذان في اللسان والتاج (حتم، يمن) ، والمؤتلف ١٤٣، ولرجل من بني سدوس في الاختيارين ١٧١، وللمرقم في عيون الأخبار ١/١٤٥ (ورد الاسم في الحاشية، وأثبت المحقق في المتن «المرقش» مدعيا أنه الصواب) ، وحماسة البحتري ٢٥٥، وبلا نسبة في الوحشيات ١٦٦، وذيل الأمالي ١٠٦- ١٠٧، وزهر الآداب ٥٢٤، والعمدة ٢/٢٦٢، والأغاني ١١/٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>