للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٩٣١-[الأجناس التي تطلب العذرة]

والأجناس التي تريد العذرة وتطلبها كثيرة، كالخنازير، والدّجاج، والكلاب، والجراد، وغير ذلك. ولكنها لا تبلغ مبلغ الجعل والرّخمة.

٩٣٢-[أكل الأعراب لبعض الحيوان]

وقال ابن أبي كريمة: كنت عند أبي مالك عمرو بن كركرة، وعنده أعرابيّ، فجرى ذكر القرنبى. قال: فقلت له: أتعرف القرنبى؟ قال: وما لي لا أعرف القرنبى؟! فو الله لربّما لم يكن غدائي إلّا القرنبى يحسحس [١] لي. قال: فقلت له: إنها دويبّة تأكل العذرة. قال: ودجاجكم تأكل العذرة! وقال [٢] : قال بعض المدنيّين لبعض الأعراب: أتأكلون الحيّات والعقارب والجعلان والخنافس؟ فقال: نأكل كلّ شيء إلّا أمّ حبين [٣] . قال: فقال المدنيّ:

«لتهن أمّ الحبين العافية» .

قال: وحدثنا ابن جريج، عن ابن شهاب، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن ابن عباس، أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال [٤] : «من الدوابّ أربع لا يقتلن: النملة، والنّحلة، والصّرد، والهدهد» .

[باب في الخفاش]

٩٣٣-[القول في الخفاش]

فأوّل ذلك أنّ الخفّاش طائر، وهو مع أنّه طائر من عرض الطير فإنّه شديد الطّيران، كثير التكفّي في الهواء، سريع التقلّب فيه، ولا يجوز أن يكون طعمه إلا من البعوض، وقوته إلا من الفراش وأشباه الفراش، ثمّ لا يصيده إلّا في وقت طيرانه في الهواء، وفي وقت سلطانه، لأنّ البعوض إنّما يتسلط بالليل. ولا يجوز أن يبلغ ذلك إلّا بسرعة اختطاف واختلاس، وشدّة طيران، ولين أعطاف وشدّة متن، وحسن تأتّ، ورفق في الصّيد. وهو مع ذلك كلّه ليس بذي ريش، وإنما هو لحم وجلد. فطيرانه بلا ريش عجب، وكلما كان أشدّ كان أعجب.


[١] حسحس اللحم: جعله على الجمر. «القاموس: حسس» .
[٢] الخبر في عيون الأخبار ٣/٢٠٩، وثمار القلوب (٤١٠) ، والمرصع ١٤٠، والدرة الفاخرة ٤٧٩، وأدب الكاتب ٢١٦.
[٣] أم حبين: دويبة على قدر الكف. ثمار القلوب (٤١٠) .
[٤] عيون الأخبار ٢/٨٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>