للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

منك، فالحق بهم؛ فإنّ حوائجك ستسبقك إليهم. ثمّ قدم على هشام، فكره عبد الله أن يدخل منزل له حتّى يأتيه في ثياب سفره؛ مخافة سوء ظنّه. فلما أعلمه الحاجب مكانه، ودخل عليه وعاينه، كره أن يقيم بها طرفة عين. قال: اذكر حوائجك. قال:

أحطّ رحلي وأضع ثياب سفري، وأتذكّر حوائجي. قال: إنّك لن تجدني في حال خيرا لك منّي الساعة! يريد أنّ القلوب أرقّ ما تكون إذا تلاقت العيون عن بعد عهد.

وليس ذلك أراد.

١٠٤٦-[طحال البحرين]

والعامّة تنشد [١] : [من الطويل]

من يسكن البحرين يعظم طحاله ... ويغبط بما في بطنه وهو جائع

ونظر دكين الرّاجز، إلى أبي العباس محمّد بن ذويب الفقيميّ الرّاجز، وهو غليّم مصفرّ مطحول، وهو يمتح على بكرة ويرتجز. فقال: من هذا العمانيّ؟ فلزمته هذه النّسبة [٢] .

١٠٤٧-[جرب الزنج]

وحدّثني يوسف الزّنجي أنّه لا بدّ لكلّ من قدم من شقّ العراق إلى بلاد الزّنج ألّا يزال جربا، ما أقام بها. وإن أكثر من شرب نبيذها، أو شراب النّارجيل، طمس الخمار على عقله، حتّى لا يكون بينه وبين المعتوه إلّا الشّيء اليسير [٣] .

١٠٤٨-[طبيعة المصيصة]

وخبّرني كم شئت من الغزاة، أن من أطال الصّوم بالمصيصة في أيّام الصّيف، هاج به المرار. وأنّ كثيرا منهم قد جنّوا عن ذلك الاحتراق [٤] .

١٠٤٩-[حمى الأهواز]

فأمّا قصبة الأهواز، فإنّها قلبت كلّ من نزلها من بني هاشم إلى كثير من


[١] البيت بلا نسبة في اللسان والتاج (بطن) ، والمستقصى ١/٣١٩، وزهر الأكم ٣/٧، ومجمع الأمثال ١/٢٧٨، وفصل المقال ٤٣٥، ورسائل الجاحظ ١/٣٤١، ونوادر المخطوطات ١/٢٦١، والشعر والشعراء ٤٧٥ (ليدن) ، ٢/٧٥٥ (شاكر) ، وثمار القلوب (٧٩٤) .
[٢] الخبر في الشعر والشعراء ٤٧٥ (ليدن) ، ٢/٧٥٥ (شاكر) .
[٣] الخبر في ثمار القلوب (٧٩٥) .
[٤] الخبر في عيون الأخبار ١/٢١٩، وثمار القلوب (٧٩٥) ، ولطائف المعارف ٢٣٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>