للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وزعم لي الفضل بن إسحاق، أنه كان لأبيه نخّان [١] ، وأنّ طول كلّ نخّ تسعة عشر ذراعا.

١٠٧٠-[تخلّق القشور للحيات]

ومن الحيّات الجرد والزعر، وذلك فيها من [الغالب] [٢] .

ومنها ذوات شعر، ومنها ذوات قرون. وإنّما يتخلق لها في كلّ عام قشر وغلاف [فهي تسلخ القشور الناعمة والغلف، التي على مقادير أجسادها، وإنما يستدل بالقشور، فأما الجلود فإن أبدانها لا تفارقها إلا بسلخ السكين] [٣] .

١٠٧١-[تقشر جلد الإنسان]

وأمّا الجلود فإنّ الأرمينيّ زعم أنه كان عندهم رجل ينقشر من جلده وينسلخ في كلّ شهر مرّة. قال فجمع ذلك فوجد فيه ملء جراب أو قال: أكثر.

١٠٧٢-[علة الفزع من الحية]

وأمّا الذي لا أشك في أنه قد زاد في أقدارها في النفوس، وعظّم من أخطارها، وهوّل من أمرها، ونبّه على ما فيها من الآية العجيبة والبرهان النيّر، والحجّة الظاهرة، فما في قلب العصا حيّة، وفي ابتلاعها ما هوّل به القوم وسحروا من أعين النّاس، وجاؤوا به من الإفك. قال الله عزّ وجلّ: وَقالَ مُوسى يا فِرْعَوْنُ إِنِّي رَسُولٌ مِنْ رَبِّ الْعالَمِينَ حَقِيقٌ عَلى أَنْ لا أَقُولَ عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ قَدْ جِئْتُكُمْ بِبَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ فَأَرْسِلْ مَعِيَ بَنِي إِسْرائِيلَ قالَ إِنْ كُنْتَ جِئْتَ بِآيَةٍ فَأْتِ بِها إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ. فَأَلْقى عَصاهُ فَإِذا هِيَ ثُعْبانٌ مُبِينٌ

[٤] ، إلى قوله: فَأَلْقَوْا حِبالَهُمْ وَعِصِيَّهُمْ

[٥] .

فإن قلت: إنه إنما حوّل العصا ثعبانا لأنهم جاؤوا بحبال وعصيّ؛ فحوّلوها في أعين الناس كلها حيّات، فلذلك قلب الله العصا حية على هذه المعارضة. ولو كانوا


[١] النّخّ: بساط طويل. (القاموس: نخخ) .
[٢] الإضافة من حياة الحيوان ٣٩٢/١، وفيه: (ومن أنواعها: الأزعر وهو غالب فيها، ومنها ما هو أزبّ ذو شعر، ومنها ذوات القرون وأرسطو ينكر ذلك) .
[٣] ما بين القوسين زيادة من ثمار القلوب (٦٣٠) ، وقد نقله الثعالبي عن الجاحظ، وفي الأصل «فأما مقادير أجسامها فقط» ، وهي كلمات لا تفيد معنى.
[٤] الأعراف: ١٠٤- ١٠٧.
[٥] الشعراء: ٤٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>