للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

١١٢٦-[سبب وجود الحيات في بعض البيوت]

ويقال إنّ الهنديّات إنّما تصير في البيوت والدّور، والإصطبلات، والخرابات؛ لأنّها تحمل في القضب وفي أشباه ذلك.

والحيّات تأكل الجراد أكلا شديدا، فربّما فتح رأس كرزه وجرابه وجوالقه، الذي يأتي الجراد، وقد ضربه برد السّحر، وقد تراكم بعضه على بعض؛ لأنّها موصوفة بالصّرد.

والحيّات توصف بالصّرد، كذلك الحمير، والماعز من الغنم. ولذلك قال الشاعر [١] : [من الطويل]

بليت كما يبلى الوكاء ولا أرى ... جنابا ولا أكناف ذروة تخلق [٢]

ألوّي حيازيمي بهنّ صبابة ... كما تتلوّى الحيّة المتشرّق

وإنما تشرّق إذا أدركها برد السّحر ولم تصر بعد إلى صلاحها، وإذا خرجت بالليل تكتسب الطعم كما يفعل ذلك سائر السّباع. فربما اجترف صاحب الكرز الجراد، فأدخله كرزه، وفيه الأفعى وأسود سالخ، حتى ينقل ذلك إلى الدّور، فرّبما لقى النّاس منها جهدا.

وقال بشر بن المعتمر، في شعره المزاوج [٣] : [من الرجز]

يا عجبا والدّهر ذو عجائب ... من شاهد وقلبه كالغائب

وحاطب يحطب في بجاده ... في ظلمة الليل وفي سواده [٤]

يحطب في بجاده الأيم الذكر ... والأسود السّالخ مكروه النّظر

١١٢٧-[شعر في حية الماء]

فممن ذكر حيّة الماء، عبد الله بن همّام السلوليّ فقال: [من البسيط]

كحيّة الماء لا تنحاش من أحد ... صلب المراس إذا ما حلّت النّطق


[١] البيتان لصخر بن الجعدي الخضري في الأغاني ٢٢/٣٥، والبيت الأول في معجم البلدان ٣/٥ (ذروة) ، والثاني في العمدة ٢/٥٨.
[٢] الوكاء: السقاء، ورباط القربة وغيرها. (القاموس: وكي) . الجناب: موضع بالقرب من خيبر والمدينة. معجم البلدان.
[٣] الرجز في ثمار القلوب (٩١٠) .
[٤] البجاد: الكساء. (القاموس: بجد) .

<<  <  ج: ص:  >  >>