للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال آخر [١] : [من الطويل]

أسود شرى لاقت أسود خفيّة ... تساقوا على حرد دماء الأساود [٢]

ضرب المثل بجنسين من الأسود، إذ كانا عنده الغاية في الشدّة والهول، فلم يقنع بذلك حتى ردّ ذلك كلّه إلى سموم الحيّات.

١١٣٣-[ما يشبّه بالأسود]

وفي هول منظر الأسود يقول الشاعر [٣] : [من الكامل]

من دون سيبك لون ليل مظلم ... وحفيف نافجة وكلب موسد

والضّيف عندك مثل أسود سالخ ... لا بل أحبّهما إليك الأسود

ويصفون ذوائب الناس، فإذا بلغوا الغاية شبهوها بالأساود. قال جران العود [٤] :

[من الطويل]

ألا لا تغرّنّ امرأ نوفليّة ... على الرّأس منها، والترائب وضّح [٥]

ولا فاحم يسقى الدّهان كأنّه ... أساود يزهاها لعينك أبطح [٦]

قال: والخرشاء: القشرة الغليظة بعد أن تنقب فيخرج ما فيها، وجماعه الخراشيّ، غير مهموز. قال: وخرشاء الحيّة: سلخها حين تسلخ. وقال: هذا أسود سالخ، وهذان أسودان سالخان، وأساود سالخة. وقال مرقّش [٧] : [من السريع]

إن يغضبوا يغضب لذاكم كما ... ينسلّ عن خرشائه الأرقم


[١] البيت للأشهب بن رميلة في ديوانه ٢٣٢، والبيان ٤/٥٥، والحماسة البصرية ١/٢٦٩، وأمالي القالي ١/٨، والسمط ٣٥، والخزانة ٦/٢٧، وشرح شواهد المغني ٢/٥١٧، واللسان (حرد، خفا) ، ومعجم ما استعجم ٢/٥٠٦، والمقاصد النحوية ١/٤٨٣، والمنصف ١/٦٧، والأضداد ٢٢٩، وصدر البيت في معجم البلدان ٣/٣٣٠ (شرى) .
[٢] شرى: جبل بنجد أو تهامة موصوف بكثرة السباع. (معجم البلدان ٣/٣٠) . خفية: أجمة في سواد الكوفة، ينسب إليها الأسود. (معجم البلدان ٢/٣٨٠) .
[٣] تقدم البيتان في الفقرة ٢٦٨.
[٤] ديوان جران العود ٣٧، واللسان والتاج (نفل) ، والتهذيب ١٥/٣٥٨، والخزانة ١٠/١٩، والخصائص ٢/٤١٤.
[٥] النوفلية: شيء يتخذه نساء الأعراب من صوف يكون في غلظ أقل من الساعد، ثم يحشى ويعطف، فتضعه المرأة على رأسها. انظر التهذيب ١٥/٣٥٨.
[٦] الأبطح: بطن واد فيه رمل وحجارة.
[٧] المفضليات ٢٤٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>