للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويسمون النهيش سليما على الطيرة. قال ابن ميّادة: [١] [من الطويل]

كأنّي بها لما عرفت رسومها ... قتيل لدى أيدي الرّقاة سليم

وممّا يضربون به المثل بالحيّات في دواهي الأمر، كقول الأقيبل القينيّ [٢] :

[من البسيط]

لقد علمت وخير القول أنفعه ... أنّ انطلاقي إلى الحجّاج تغرير

لئن ذهبت إلى الحجّاج يقتلني ... إنّي لأحمق من تحدى به العير

مستحقبا صحفا تدمى طوابعها ... وفي الصّحائف حيّات مناكير

وقال الأصمعيّ: يقال للحيّة الذّكر أيّم وأيم، مثقّل ومخفف، نحو ليّن ولين، وهيّن وهين. قال الشاعر [٣] : [من البسيط]

هينون لينون أيسار ذوو يسر ... سوّاس مكرمة أبناء أيسار

وأنشد في تخفيف الأيم وتشديده [٤] : [من الكامل]

ولقد وردت الماء لم تشرب به ... زمن الرّبيع إلى شهور الصّيّف

إلّا عواسر كالمراط معيدة ... باللّيل مورد أيّم متغضّف

الصّيّف، يعني مطر الصّيف. والعواسر: يعني ذئابا رافعة أذنابها.

والمراط: السهام التي قد تمرّط ريشها. ومعيدة: يعني معاودة للورد. يقول هو مكان لخلائه يكون فيه الحيّات، وترده الذّئاب. ومتغضّف يريد بعضه على بعض، يريد تثني الحيّة.

وأنشد لابن هند: [من البسيط]

أودى بأمّ سليمى لاطئ لبد ... كحيّة منطو من بين أحجار


[١] ديوان ابن ميادة ٢٥١.
[٢] المؤتلف والمختلف ٢٤، والبيت الثالث في اللسان والتاج (نكر) ، والتهذيب ١٠/١٩٢، وبلا نسبة في العين ٥/٣٥٥.
[٣] تقدم تخريج البيت في (ج ٢ ص ٣٠٠) .
[٤] البيتان لأبي كبير الهذلي في شرح أشعار الهذليين ١٠٨٥، واللسان (عود، عبس، مرط، صيف، غضف، أيم) ، والتاج (عبس، عود، مرط، غضف، أمل، عسل) ، والتهذيب ٢/٨٢، ٣/١٣٠، ٨/١٦، ١٥/٥٥١، وللهذلي في الجمهرة ٢٤٨، وبلا نسبة في اللسان والتاج (عسر) ، والمقاييس ١/١٦٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>