للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وزعم بعضهم أنّ السّلخ للحيّة مثل البزول والقروح للخف والحافر. قال: وليس ينسلخ إلّا بعد سنين كثيرة، ولم يقفوا من السّنين على حدّ.

وزعم بعضهم أنّ الحيّة تسلخ في كلّ عام مرّتين، والسلخ في الحيات كالتّحسير من الطير، وأنّ الطير لا تجتمع قويّة إلّا بعد التحسير وتمام نبات الرّيش.

وكذلك الحيّة، تضعف في أيام السّلخ ثمّ تشتدّ بعد.

قال الأصمعيّ: أخبرني أبو رفاعة، شيخ من أهل البادية، قال: رأيت في المنام كأني أتخطّى حيّات. فمطرت السماء، فجعلت أتخطى سيولا.

وحكى الأصمعيّ أنّ رجلا رأى في المنام في بيوته حيّات، فسأل عن ذلك ابن سيرين أو غيره، فقال: هذا رجل يدخل منزله أعداء المسلمين. وكانت الخوارج تجتمع في بيته.

قال العرجيّ [١] ، في دبيب السمّ في المنهوش: [من الطويل]

وأشرب جلدي حبّها ومشى به ... كمشي حميّا الكأس في جلد شارب

يدبّ هواها في عظامي وحبها، ... كما دبّ في الملسوع سمّ العقارب

وقال العرجيّ في العرماء من الأفاعي، وكونها في صدوع الصّخر، فقال [٢] : [من الطويل]

تأتي بليل ذو سعاة فسلّها ... بها حافظ هاد ولم أرق سلما

كمثل شهاب النّار في كفّ قابس ... إذا الرّيح هبت من مكان تضرّما

أبرّ على الحوّاء حتى تناذروا ... حماه محاماة من الناس، فاحتمى

يظلّ مشيحا سامعا، ثمّ إنها ... إذا بعثت لم تأل إلّا تقدّما

قال: ويقال: تطوّت الحيّة. وأنشد العرجيّ [٣] : [من الخفيف]

ذكرتني إذ حيّة قد تطوّت ... فرقا عند عرسه في الثياب [٤]


[١] ديوان العرجي ١٤٦، والبصائر والذخائر ٢/٤٤٧، وهما للعرجي أو عامر بن مالك الفزاري في الحماسة البصرية ٢/٢٢٩، وبلا نسبة في حماسة القرشي ٢٦٠.
[٢] ديوان العرجي ٣٧.
[٣] ديوان العرجي ١١٥، ورواية صدره فيه: (وركوب إذا الجبان تطوّى) .
[٤] تطوت: انقبضت والتفت، فرقا: خوفا.

<<  <  ج: ص:  >  >>