للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال الزّبير بن عبد المطّلب [١] : [من الوافر]

وينبي نخوة المختال عنّي ... جراز الحدّ ضربته صموت [٢]

لأنّ السّيف إذا مرّ في العظم مرّا سريعا فلم يكن له صوت- كان في معنى الصامت.

١٢٠٣-[شعر في الصمم]

وقال ابن ميّادة [٣] : [من الطويل]

متى أدع في قيس بن عيلان خائفا ... إلى فزع تركب إليّ خيولها

بملمومة كالطّود شهباء فيلق ... رداح يصمّ السّامعين صليلها [٤]

لأنّ الصّوت إذا اشتدّ جدّا لم يفهم معناه، إن كان صاحبه أراد أن يخبر عن شيء. ومتى كثرت الأصوات صارت وغى [٥] ، ومنع بعضها بعضا من الفهم. فإذا لم يفهمها صار في معنى الأصمّ، فجاز أن يسمّى باسم الأصمّ.

وعلى ذلك قال الأضبط بن قريع، حين آذوه بنو سعد فتحوّل من جوارهم في آخرين فآذوه، فقال: «بكلّ واد بنو سعد» [٦] .

وقال جران العود [٧] : [من الطويل]

وقالت لنا والعيس صعر من البرى ... وأخفافها بالجندل الصّمّ تقذف [٨]


[١] البيت في اللسان والتاج (صمت) ، وحماسة القرشي ٩٢.
[٢] ينبي: يبعد. سيف جراز: ماض نافذ.
[٣] ديوان ابن ميادة ١٩٦- ١٩٧.
[٤] في ديوانه «ملمومة: أي كتيبة عظيمة مجتمعة. الطود: الجبل العظيم. الشهباء: البيضاء، لما فيها من بياض السلاح. الفيلق: الكثيرة السلاح. الرداح: الكثيرة الفرسان، الثقيلة السير لكثرتها» .
[٥] الوغى: الأصوات في الحرب، وغمغمة الأبطال في حومة الحرب.
[٦] مجمع الأمثال ١/١٠٥، وجمهرة الأمثال ١/٦١.
[٧] ديوان جران العود ١٦.
[٨] العيس: الإبل الخالصة البياض. البرى: جمع برة، وهي الحلقة التي توضع في أنف البعير. صعر من البرى: موائل من جذبها. الجندل: الحجارة.

<<  <  ج: ص:  >  >>