للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سوى مهاة تقرو أسرّته ... وجؤذر يرتعي على كنس [١]

أو خضاب يرتعي بهقلته ... متى ترعه الأصوات يهتجس [٢]

فقد قال طرفة كما ترى:

متى ترعه الأصوات يهتجس

وقال الآخر: جوابنا في هذا هو جوابنا فيما قبله.

١٢١٨-[فكاهة]

وروى الهيثم بن عديّ، وسمعه بعض أصحابنا من أبي عبيدة، قال: تضارط أعرابيّان عند خالد بن عبد الله، أحدهما تميميّ والآخر أزديّ فضرط الأزديّ ضرطة ضئيلة، فقال التميميّ: [من الطويل]

حبقت عجيفا محثلا ولو انّني ... حبقت لأسمعت النّعام المشرّدا [٣]

فمرّ كمّر المنجنيق وصوته ... يبذّ هزيم الرّعد، بدءا عمرّدا [٤]

١٢١٩-[سبب إطلاق لقب نعامة على بعض الناس]

وزعم أبو عمرو الشّيبانيّ عن بعض العرب، أنّ كلّ عربيّ وأعرابيّ كان يلقّب نعامة، فإنما يلقّب بذلك لشدّة صممه. وأنّه سأله عن الظليم: هل يسمع؟ فقال:

يعرف بأنفه وعينه، ولا يحتاج معهما إلى سمع. وأنشدني: [من الطويل]

فجئتك مثل الهقل يشتمّ رأله ... ولا عرف إلّا سوفها وشميمها [٥]

وزعم أنّ لقب بيهس نعامة، وأنه لقّب بذلك لأنّه كان في خلق نعامة، وكان


[١] المهاة: البقرة الوحشية. تقرو: تقصد. الأسرة: جمع سر. وهو أفضل موضع في الوادي. الجؤذر:
ولد البقرة الوحشية. الكنس: جمع كناس، وهو بيت الوحش.
[٢] الخاضب: الظليم. الهقلة: النعامة. يهتجس: هجسه: رده عن الأمر فانهجس.
[٣] العجيف: المهزول. المحثل: الهزيل.
[٤] المنجنيق: آلة ترمى بها الحجارة، فارسيتها: من چهـ نيك، أي: أنا ما أجودني. يبذ: يغلب.
الهزيم: صوت الرعد. البدء: السيد والشاب العاقل. العمرّد: الطويل.
[٥] الهقل: ذكر النعام. الرأل: فرخ النعام. العرف: الريح طيبة أو غير طيبة. السوف: الشم.

<<  <  ج: ص:  >  >>