للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حتّى إذا ما لها في الجدر واتّخذت ... شمس النّهار شعاعا بينها طبب [١]

ولاح أزهر مشهور بنقبته ... كأنّه حين يعلو عاقرا لهب [٢]

هاجت به جوّع طلس مخصّرة ... شوازب لاحها التّغريث والجنب [٣]

جرد مهرّتة الأشداق ضارية ... مثل السّراحين في أعناقها العذب [٤]

ومطعم الصّيد هبّال لبغيته ... ألفى أباه بذاك الكسب يكتسب [٥]

مقزّع أطلس الأطمار ليس له ... إلّا الضّراء وإلّا صيدها نشب [٦]

فانصاع جانبه الوحشيّ وانكدرت ... يلحبن لا يأتلي المطلوب والطّلب [٧]

قال: فجعله كما ترى مقزّعا أطلس الأطمار، وخبّر أنّ كلابه نشبه، وأنّه ألفى أباه كذلك.


[١] «حتى إذا ما لها» الثور: من اللهو. «في الجدر» : وهو نبت، أي: يلهو في هذا النبت ويرعى فيه، وقوله: «واتخذت شمس النهار شعاعا» ، أي: حين طلعت. «بينه طبب» ، يريد بين الشعاع، «طبب» أي طرائق الشمس.
[٢] «لاح» : ظهر. «أزهر» ، يعني الثور في بياضه. «نقبته» يعني لونه. «لهب» شعلة نار. وشبهه بالنار في بياضه وإضاءته حين يعلو عاقرا. و «العاقر» من الرمل: المشرف الذي لا ينبت أعلاه. و «لاح أزهر مشهورا» يعني: الفجر.
[٣] «شوازب» : يبّس. «لاحها» : أضمرها الجوع. و «الجنب» : يقاد للصيد، و «الجنب» : الذي لصقت رئته بجنبه. و «الغرثان» : الجائع.
[٤] جرد: جمع أجرد، وهو القليل الشعر، ورواية ديوانه «غضف» ، وتعني الكلاب التي تنقلب آذانها على مؤخرها. و «مهرتة الأشداق» ، يريد: واسعة الأشداق. وأصل «الهرت» : الشق. و «ضارية» :
قد ضريت. يريد: الكلاب. «مثل السراحين» ، يريد: مثل الذئاب. «العذب، يريد: القلائد التي في أعناقها من السيور» .
[٥] «ومطعم الصيد» . يريد: الصائد، يرزق الصيد. و «هبّال» : محتال. «لبغيته» لطلبه.
[٦] «مقزع» ، يريد: الصائد، مخفّف الشعر، في رأسه بقايا شعر، و «أطلس الأطمار» «أطماره» :
أخلاقه، و «أطلس» ، يقول: أطماره فيها غبسة، أي: هي وسخة ليست بواضحة تضرب إلى السواد. وقوله: «ليس له نشب» ، أي: متاع. «إلا الضراء» ، يريد: الكلاب وصيدها. وواحد الضراء: ضرو، وضروة.
[٧] «فانصاع» الثور: مضى على أحد شقّيه. و «جانبه الوحشي» . جانبه الأيمن. و «انكدرت الكلاب» : انتقضت «يلحبن» : يمررن مستقيمات. وقوله: «لا يأتلي المطلوب والطلب» ، أي: لا يألو «المطلوب» : وهو الثور. و «الطلب» : وهو الكلاب، الوحد: طالب.

<<  <  ج: ص:  >  >>