للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

كأنّهم كانوا هرّابا، فمن حثهم السّير لا يوقدون لبرمة ولا ملّة؛ لأنّ ذلك لا يكون إلّا بالنزول والتمكث، وإنما يجتازون بالبسيسة [١] ، أو بأدنى علقة. وقال بعض اللّصوص [٢] : [من الرجز]

ملسا بذود الحدسيّ ملسا ... نبّهت عنهن غلاما غسّا [٣]

لمّا تغشّى فروة وحلسا ... من غدوة حتّى كأنّ الشّمسا [٤]

بالأفق الغربيّ تكسى ورسا ... لا تخبزا خبزا وبسّا بسّا [٥]

ولا تطيلا بمناخ حبسا ... وجنّباها أسدا وعبسا

قال: والبسيسة: أن يبلّ الدّقيق بشيء حتى يجتمع ويؤكل.

١٢٦٥-[نار الوشم]

ونار أخرى، وهي «نار الوشم والميسم» يقال للرجل: ما نار إبلك؟ فيقول:

علاط [٦] ، أو خباط [٧] ، أو حلقة [٨] أو كذا وكذا.

١٢٦٦-[رجز لبعض اللصوص]

وقرّب بعض اللّصوص إبلا من الهواشة [٩] ، وقد أغار عليها من كلّ جانب،


[١] البسيسة: سيفسرها الجاحظ بعد روايته الأبيات.
[٢] الرجز للهفوان العقيلي، أحد بني المنتفق؛ في معجم الشعراء ٤٧٥- ٤٧٦، وأشعار اللصوص ٦٣١، ونوادر أبي زيد ١٢، ٧٠، وبلا نسبة في المخصص ١٠٤، ١٢٧، والأبيات (١، ٦، ٧) بلا نسبة في اللسان والتاج (خبز، بسس، حدس، ملس) ، والتهذيب ٧/٢١٥، ٢١٦، ١٢/٣١٦، ٤٥٨، وديوان الأدب ٢/١٦٠، والجمهرة ٦٩، والمقاييس ١/١٨١، ٢/٢٤٠، والمجمل ١/٢٢٨.
[٣] ملس الإبل: ساقها في خفية. الذود من الإبل: ما بين الثنتين إلى التسع، وقيل: ما بين الثلاث إلى العشر. الحدسي: منسوب إلى بني حدس بن أراش اللخمي، وهو الذي سرقوا إبله. الغسّ:
الضعيف اللئيم.
[٤] الحلس: الكساء الذي على ظهر البعير تحت القتب.
[٥] الورس: نبت له نور يشبه الزعفران. البس: الحلب.
[٦] العلاط: سمة في عرض عنق البعير والناقة، والعلاط: يكون في العنق عرضا.
[٧] الخباط: سمة تكون في الفخذ؛ طويلة عرضا، وهي لبني سعد، وقيل هي التي تكون على الوجه، أو هي فوق الخد.
[٨] الحلقة: سمة على شكل الحلقة، في الفخذ أو أصل الأذن، وانظر المخصص ٧/١٥٤- ١٥٦ حيث أفرد بابا في سمات الإبل.
[٩] هاشت الإبل: نفرت في الغارة فتبددت وتفرقت.

<<  <  ج: ص:  >  >>