للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

على حنق أتينكم، فهذا ... أوان هلاككم كهلاك عاد

فاستعدّت إياد لمحاربة جنود كسرى، ثم التقوا، فاقتتلوا قتالا شديدا، أصيب فيه من الفريقين، ورجعت عنهم الخيل، ثم اختلفوا بعد ذلك، فلحقت فرقة بالشأم، وفرقة رجعت إلى السواد، وأقامت فرقة بالجزيرة.

٣٢٤* وفى هذه القصّة يقول أيضا لقيط فى قصيدته:

يا دار عبلة من محتلّها الجرعا [١] ... يا لهف نفسى إنّ كانت أموركم

شتّى، وأبرم أمر الناس فاجتمعا ... أحرار فارس أبناء الملوك لهم

من الجموع جموع تزدهى القلعا [٢] ... فهم سراع إليكم، بين ملتقط

شوكا، وآخر يجنى الصّاب والسّلعا [٣] ... هو الجلاء الّذى تبقى مذلّته

إن طار طائركم يوما وإن وقعا ... قوموا قياما على أمشاط أرجلكم

ثم افزعوا، قد ينال الأمن من فزعا [٤] ... وقلّدوا أمركم، لله درّكم

رحب الذّراع بأمر الحرب مضطلعا ... لا مترفا إن رخاء العيش ساعده

ولا إذا عضّ مكروه به خشعا


[١] الجرع: الأرض ذات الحزونة تشاكل الرمل. وتتمة البيت
هاجت لى الهم والأحزان والوجعا
وهو صدر قصيدة عالية بليغة، هى القصيدة الأولى فى مختارات ابن الشجرى، وهى عنده فى ٥٥ بيتا. وأرقام الأبيات التى هنا منها هى ١، ١٠، ١٤، ١٥، ٤٢- ٤٥، ٤٨، ٤٩ وفى الأغانى منها ١٨ بيتا.
[٢] تزدهى: تتهاون بها وتستخف. القلع، بفتحتين: جمع قلعة، بفتح اللام وسكونها، وهى الحصن فى الجبل.
[٣] الصاب والسلع: شجران مران. كنى بذلك عن السلاح والعدة.
[٤] البيت فى الأساس ٢: ٢٥٤ غير منسوب.

<<  <  ج: ص:  >  >>