للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أصواتهما، فسمع ذلك جار لهما، فأتى علىّ بن أبى طالب رضى الله عنه فأخبره، فبعث فى طلبهما، فأمّا أبو سمّال فشقّ الخصّ ونفذ إلى جيرانه فهرب، فأخذ النجاشىّ، فأتى به علىّ بن أبى طالب فقال له: ويحك، ولداننا صيام وأنت مفطر؟! فضربه ثمانين سوطا وزاده عشرين (سوطا) ، فقال له: ما هذه العلاوة يا أبا الحسن؟ فقال: (هذه) لجرأتك على الله فى شهر رمضان، ثم وقفه للناس ليروه فى تبّان، فهجا أهل الكوفة فقال [١] :

إذا سقى الله قوما صوب غادية ... فلا سقى الله أهل الكوفة المطرا

التّاركين على طهر نساءهم ... والناكحين بشطّى دجلة البقرا

(والسارقين إذا ما جنّ ليلهم ... والطالبين إذا ما أصبحوا السّورا)

وقال:

ضربونى ثمّ قالوا قدر ... قدر الله لهم شرّ القدر

٥٦٨* وكان هجا بنى العجلان، فاستعدوا عليه عمر بن الخطّاب رضى الله عنه، فقال: ما قال فيكم؟ فأنشدوه [٢] :

إذا الله عادى أهّل لؤم ورقة ... فعادى بنى العجلان رهط ابن مقبل [٣]


[١] الأبيات ومعها رابع فى البلدان ٧: ٢٩٩، والبيتان الأولان فى الخزانة ٤: ٣٦٨.
[٢] القصة أشير إليها فى حماسة ابن الشجرى ١٣١- ١٣٢ والعمدة ١: ٣٧- ٣٨ والإصابة ١: ١٩٥ و ٦: ٢٦٤ والخزانة ١: ١١٣ وذكرت الأبيات مع بعض اختلاف فى رواياتهم.
[٣] سيأتى البيت ٢٧٦ ل وابن مقبل: هو تميم بن أبى بن مقبل، ستأتى ترجمته ٢٧٦- ٢٧٨ ل وقال الجمحى ٣٤: «تميم بن أبى بن مقبل شاعر خنذيذ، مغلب عليه النجاشى، ولم يكن إليه فى الشعر، وقد قهره فى الهجاء، فقال
إذا الله عادى أهل لؤم ودقة
. هكذا بالدال، وهى هنا بالراء يريد أن أحسابهم رقيقة ضعيفة، وبالدال:
أنها دقيقة خسيسة، كأنه ينظر إلى قول عمرو بن الأهتم فى المفضلية ٢٣: ٢٣ وبعض الوالدين دقيق.

<<  <  ج: ص:  >  >>