للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فلمّا رآه القوم أعجبهم جماله، وحدّثهم فأعجبهم حديثه، فأطلقونى له بغير فداء.

٥٨٢* قال أبو محمّد: ولمّا استشهد زيد بن الخطّاب يوم مسيلمة ودخل متمّم على عمر بن الخطّاب فقال له: أنشدنى بعض ما قلت فى أخيك، فأنشده شعره الذى يقول فيه [١] :

وكنّا كندمانى جذيمة حقبة ... من الدّهر حتّى قيل لن يتصدّعا

فلمّا تفرّقنا كأنّى ومالكا ... لطول اجتماع لم نبت ليلة معا

فقال له عمر: يا متمّم، لو كنت أقول الشعر لسرّنى أن أقول فى زيد بن الخطاب مثل ما قلت فى أخيك، قال متمّم: يا أمير المؤمنين، لو قتل أخى قتلة أخيك ما قلت فيه شعرا أبدا [٢] ، فقال عمر: يا متمم، ما عزانى أحد فى أخى بأحسن ممّا عزّيتنى به.

٥٨٣* (وهذه القصيدة من أحسن ما قال، وفيها يقول [٣] :

أبىّ الصّبر آيات أراها وأنّنى ... أرى كلّ حبل دون حبلك أقطعا

وأنى متى ما أدع باسمك لا تجب ... وكنت جديرا أن تجيب وتسمعا

فما شارف عيساء ريعت فرجّعت ... حنينا فأبكى شجوها البرك أجمعا

ولا وجد آظآر ثلاث روائم ... رأين مجرّا من حوار ومصرعا

يذكّرن ذا البثّ القديم بدائه ... إذا حنّت الأولى سجعن لها معا

بأوجد منّى يوم قام لمالك ... مناد فصيح بالفراق فأسمعا


[١] من المفضلية ٦٧.
[٢] يريد أن زيد بن الخطاب قتل يوم اليمامة شهيدا، وأن مالك بن نويرة قتل على الردة، فهو أشد أسى عليه.
[٣] من المفضلية ٦٧ أيضا.

<<  <  ج: ص:  >  >>