للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٧١- سويد بن أبى كاهل [١]

٧١١* هو سويد بن غطيف، من بنى يشكر، وكان الحجّاج تمثّل يوم رستقباذ على المنبر بأبيات من قصيدته، وهى [٢] :

ربّ من أنضجت غيظا صدره ... قد تمنّى لى موتا، لم يطع

ويرانى كالشّجا فى حلقه ... عسرا مخرجه ما ينتزع

مزبد يخطر ما لم يرنى ... فإذا أسمعته صوتى انقمع [٣]

قد كفانى الله ما فى نفسه ... ومتى ما يكف شيئا لم يضع

لم يضرنى غير أن يحسدنى ... فهو يزقو مثل ما يزقو الضّوع [٤]

ويحيّينى إذا لاقيته ... وإذا يخلو له لحمى رتع

هل سويد غير ليث خادر ... ثئدت أرض عليه فانتجع [٥]

كيف يرجون سقاطى بعدما ... جلّل الرّأس بياض وصلع


[١] ترجمنا له فى المفضلية ٤٠ وذكره المؤلف فيما مضى ١٤٣، ٢١٩. وترجمته فى الجمحى ٣٥ والاشتقاق ٢٠٥ والأغانى ١١: ١٦٥- ١٦٧ واللآلى ٣١٣- ٣١٤ والإصابة ٣: ١٧٢- ١٧٣ والخزانة ٢: ٥٤٦- ٥٤٨. وهو شاعر مخضرم يكنى أبا سعد، عاش فى الجاهلية دهرا، ومات بعد سنة ٦٠ من الهجرة.
[٢] من المفضلية ٤٠ وهى من أغلى الشعر وأنفسه، وقال أصمعى: «كانت العرب تفضلها وتقدمها، وتعدها من حكمها، وكانت فى الجاهلية تسميها اليتيمة، لما اشتملت عليه من الأمثال» . وقال الجمحى: «له شعر كثير ولكن برزت هذه على شعره» وعدد أبياتها فى المفضليات ١٠٨، وقد خرجناها هناك.
[٣] مزبد: كالجمل الهائج إذا ظهر الزبد على مشافره. يخطر: من الخطر، بكسون الطاء، وهو ضرب الفحل بذنبه إذا هاج. انقمع: دخل بعضه فى بعض. يريد: أنه يتعظم إذا لم يرنى، فإذا رآنى تضاءل.
[٤] يزقو: يصيح. الضوع، بضم الضاد وكسرها مع فتح الواو: ذكر البوم.
[٥] الخادر: الذى اتخذ الأجمة خدرا. ثئدت: نديت، والثأد، بفتح الهمزة: الندى. انتجع: من النجعة، بضم فسكون، وهى طلب الكلأ فى موضعه أى: لما فسد عليه موضع انتقل إلى غيره.

<<  <  ج: ص:  >  >>