للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وفضحنا، فاهج الأنصار، فقال له كعب: أرادّى أنت إلى الشّراك؟ أهجو قوما نصروا رسول الله صلى الله عليه وسلم وآووه! ولكنى أدلّك على غلام منّا نصرانّى ما يبالى أن يهجوهم، كافر شاعر كأنّ لسانه لسان ثور! قال: ومن هو؟ قال: الأخطل، فدعاه وأمره بهجائهم، فقال: على أن تمنعنى منهم؟ قال: نعم، فقال شعرا فيه:

ذهبت قريش بالسّماحة والنّدى ... واللّؤم تحت عمائم الأنصار

فذروا المعالى لستم من أهّلها ... وخذوا مساحيكم بنى النّجّار [١]

فغضب النعمان بن بشير، ودخل على معاوية فوضع عمامته بين يديه، وقال: هل ترى لؤما؟ قال: بل أرى كرما وحسبا، (فما ذلك) ؟ فأنشده قول الأخطل واستوهبه لسانه، فوهبه له، فبلغ ذلك الأخطل، فعاذ بيزيد، فمنعه وصار إلى أبيه، فقال: يا أمير المؤمنين أتهب لسان من ردّ عنك وغضب لك؟! قال: ومن هجانا؟ قال: عبد الرحمن بن حسّان، وأنشده قوله فى رملة بنت معاوية:

(وهى زهراء مثل لؤلؤة ... الغوّاص ميزت من جوهر مكنون [٢]

قال: ما كذب يا بنى، فأنشده:

وإذا ما نسبتها لم تجدها ... فى سناء من المكارم دون

قال: قد صدق يا بنىّ، فأنشده) :

ثمّ خاصرتها إلى القبّة الخض ... راء تمشى فى مرمر مسنون

(فقال: أمّا فى هذا فقد أبطل) .

٨٥٠* ولما قتلت بنو تغلب عمير بن الحباب السلمىّ أنشد الأخطل عبد


[١] المساحى: جمع مسحاة، وهى آلة من حديد تقشر بها الأرض.
[٢] انظر اللسان ١٧: ٨٨- ٨٩ و ٥: ٣٢٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>