للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وما يستوى صدر القناة وزجّها ... وما يستوى شمّ الذّرى والأكارع [١]

وليس الذّنابى كالقدامى وريشه ... وما تستوى فى الكفّ منك الأصابع

ألا إنّما تحظى كليب بشعرها ... وبالمجد تحظى دارم والأقارع [٢]

[ومنهم رؤوس يهتدى بصدورها ... والاذناب قدما للرؤوس توابع] [٣]

أرى الخطفى بذّ الفرزدق شعره ... ولكنّ خيرا من كليب مجاشع

فيا شاعرا لا شاعر اليوم مثله ... جرير، ولكن فى كليب تواضع [٤]

جرير أشدّ الشاعرين شكيمة ... ولكن علته الباذخات الفوارع

ويرفع من شعر الفرزدق أنّه ... له باذخ لذى الخسيسة رافع

وقد يحمد السّيف الدّدان بجفنه ... وتلقاه رثّا غمده وهو قاطع [٥]

يناشدنى النّصر الفرزدق بعدما ... ألحّت عليه من جرير صواقع

فقلت له: إنى ونصرك كالذى ... يثبّت أنفا كشّمته الجوادع [٦]

ضو قالت كليب: قد شرفنا عليكم ... فقلت لها: سدّت عليك المطالع

٨٨٤* وقال جرير للصّلتان:

أقول ولم أملك سوابق عبرة ... متى كان حكم الله فى كرب النّخل [٧]


[١] الأكارع: جمع كراع، وأكارع الأرض: أطرافها القاصية، شبهت بأكارع الشاة وهى قوائمها، ويقال «الكراع» ركن من الجبل يعرض فى الطريق. وفى الأمالى والخزانة:
«والأجارع» وهى جمع «أجرع» وهو الأرض ذات الحزونة تشاكل الرمل.
[٢] البيت فى الاشتقاق ٢٠١.
[٣] الزيادة من الأمالى والخزانة.
[٤] البيت فى الكامل ١١١١.
[٥] السيف الددان: الكهام الذى لا يمضى.
[٦] كشمته: فسره القالى فى الأمالى قال: «كشم أنفه: إذا قطعه» .
[٧] البيت فى اللآلى ٧٦٦ وذكر بيتين أجاب بهما جريرا. وانظره أيضا ٥٩٨. وفى المؤتلف: «فأما الفرزدق فرضى بهذا القول، لما فضل قومه على بنى كليب، وقال:
إنما الشعر مروءة من لا مروءة له، وهو أخس حظ الشريف. وأما جرير فإنه غضب وقال» وذكر البيت. وانظر الجمحى ٩٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>