للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قالوا: الأحوص، قال: لا جرم لا رددته إلى المدينة ما كان لى سلطان.

٩٠٩* وقال (الأحوص) يعاتب عمر بن عبد العزيز [١] :

ألست أبا حفص هديت مخبّرى: ... أفى الله أن أقصى ويدنى ابن أسلما [٢]

وكنّا ذوى قربى إليك فأصبحت ... قرابتنا ثديا أجدّ مصرّما [٣]

وكنت وما أمّلت منك كبارق ... لوى قطره من بعد ما كان غيّما

وقد كنت أرجى الناس عندى مودّة ... ليالى كان العلم ظنّا مرجّما [٤]

أعدّك حرزا إن خشيت ظلامة ... ومالا ثريّا حين أحمل مغرما

تدارك بعتبى عاتبا ذا قرابة ... طوى الغيظ لم يفتح بسخط لكم فما

٩١٠* ويستحسن من شعره قوله:

ألا لا تلمه اليوم أن يتبلّدا ... فقد غلب المحزون أن يتجلّدا [٥]

وما العيش إلّا ما تلذّ وتشتهى ... وإن لام فيه ذو الشنّان وفنّدا [٦]


[١] الأبيات فى الخزانة ٢: ١٤ وفيها بيتان زائدان.
[٢] فى الخزانة أن عمر بن عبد العزيز لما ولى الخلافة أدنى يزيد بن أسلم، وجفا الأحوص، وأن الأحوص أرسل له هذه القصيدة من منفاه. ورواية الخزانة «أفى الحق أن أقصى» إلخ، قال: «فقال عمر: ذلك هو الحق» .
[٣] الثدى الأجد: المقطوع، أو اليابس. المصرم: المقطوع: وإنما ذكر قرابته منه، لأن أم عمر بن عبد العزيز هى أم عاصم بنت عاصم بن عمر بن الخطاب، وعاصم هذا أمه أنصارية، وهى أم جميلة بنت ثابت بن أبى الأقلح، فهى أخت عاصم بن ثابت الجد الأعلى للأحوص.
[٤] المرجم: الذى لا يوقف على حقيقة أمره، من «الرجم» وهو القذف بالغيب والظن.
[٥] يتبلد: يتردد متحيرا، التبلد نقيض التجلد. والبيت فى اللسان ٤: ٦٤ غير منسوب.
[٦] الشنان: البغض، وأصله «الشنآن» مصدر «شنأ» وهو مصدر على «فعلان» كالنزوان والضربان، ثم سهلت همزته. فند: من التنفيد، وهو اللوم وتضعيف الرأى.
والبيت فى اللسان ١: ٩٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>