للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قطعت إلى معروفها منكراتها ... إذا خبّ آل الأمعز المتوضّح [١]

٩٢٠* وقال عيسى بن عمر [٢] : قال لى ذو الرّمّة: ارفع هذا الحرف، فقلت له: أتكتب؟ فقال بيده على فيه، أى: اكتم علىّ: فإنّه عندنا عيب! ٩٢١* قال: وقدمت من سفر فأتانى ذو الرّمّة فعرضت له بأن أعطيه شيئا، فقال لى: أنا وأنت (واحد) ، نأخذ ولا نعطى.

٩٢٢* ولمّا حضرته الوفاة بالبادية قال: أنا ابن نصف الهرم، أى: أنا ابن أربعين، وقال:

يا قابض الرّوح من نفسى إذا احتضرت ... وغافر الذّنب زحزحنى عن النار [٣]

٩٢٣* وإنّما سمّى ذا الرّمّة بقوله فى الوتد:


[١] س ب «وقد خب» . خب: أسرع، والخبب: ضرب من السير. الآل: السراب.
الأمعز: الأرض الخزنة الغليظة ذات الحجارة. المتوضح: الأبيض، من «الوضح» وهو الضوء والبياض. وفى الأغانى: «قال عمر بن شبة فى هذا الخبر: فقام إليه ذو الرمة فقال: أنشدك الله أبا فراس أن تزيد عليهما شيئا! فقال: إنهما بيتان ولن أزيد عليهما شيئا» .
[٢] بهامش د ما نصه: «عيسى بن عمر النحوى مولى خالد بن الوليد المخزومى، وأخذ عن ابن أبى إسحق، وكان يطعن على العرب، وتوفى سنة اثنتين وثمانين ومائة، قبل وفاة أبى عمرو بن العلاء بخمس سنين أو ستة» . وعيسى هذا هو الثقفى، نزل فى ثقيف فنسب إليهم، وهو عالم بالنحو والعربية والقراءة مشهورة بذلك. وهو شيخ سيبويه، وصنف نيفا وسبعين كتابا فى النحو لم يبق منها سوى الجامع والإكمال، لأنها كانت احترقت إلا هذين. وهو صاحب الكلمة المشهورة: «ما لكم تكأكأتم علىّ» ! وانظر رواية أخرى لهذا الخبر فى المزهر ٢: ٣٤٩. وتاريخ وفاته الذى ذكر فيما كتب بهامش د خطأ، فإنه توفى سنة ١٤٩ هـ وأبو عمرو بن العلاء مات سنة ١٥٤ هـ.
وترجمة عيسى فى معجم الأدباء ٦: ١٠٠- ١٠٣ وابن خلكان ١: ٤٩٧- ٤٩٨ وطبقات القراء ١: ٦١٣ والتهذيب ٨: ٢٢٣- ٢٢٤ وبغية الوعاة ١٧٠ والشذرات ١: ٢٢٤، ٢٢٥.
[٣] فى الأغانى ١٦: ١٢٢: وكان آخر ما قاله:
يا رب قد أشرفت نفسى وقد علمت ... علما يقينا لقد أحصيت آثارى
يا مخرج الروح من جسمى إذا احتضرت ... وفارج الكرب زحزحنى عن النار

<<  <  ج: ص:  >  >>