للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال غيره «١» :

تقول سليمى لو أقمت بأرضنا ... ولم تدر أنّى للمقام أطوّف

ومثل ذلك أن بعضهم رأى أعرابيا مقبلا إلى مكة ليصوم فيها شهر رمضان والحرّ شديد؛ فقال له: أتجمع على نفسك الصوم وحرّ تهامة؟ فقال: من الحرّ أفرّ! وقيل لروح بن قبيصة بن المهلب، وهو واقف فى الشمس على باب الخليفة: لقد طال وقوفك فى الشمس! فقال: الظلّ أريد؛ فقال أبو تمام «٢» :

أآلفة النّحيب كم افتراق ... أظلّ فكان داعية اجتماع

وليست فرحة الأوبات إلّا ... لموقوف على ترح الوداع

وقال امرؤ القيس «٣» :

فبعض اللّوم عاذلتى فإنّى ... ستكفينى التّجارب وانتسابى

يقول: لا أنتسب إلا إلى ميت.

وقال لبيد «٤» :

فإن لم تجد من دون عدنان والدا ... ودون معدّ فلترعك العواذل

فأخذه الحسن البصرى، فقال نثرا: إنّ امرءا لم يعد بينه وبين آدم عليه السلام إلا أبا ميتا لمعرق له فى الموت؛ فأخذه أبو نواس، فقال «٥» :

وما الناس إلّا هالك وابن هالك ... وذو نسب فى الهالكين عريق «٦»

وقال الله عز وجل: يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ الْعَدُوُّ

، فأخذه الشاعر فقال- وقصّر عنه:

<<  <   >  >>