للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الفصل الثّالث فى الخروج من النسيب إلى المدح وغيره

[بدء الشعر]

كانت العرب فى أكثر شعرها تبتدىء بذكر الديار والبكاء عليها، والوجد بفراق ساكنيها، ثم إذا أرادت الخروج إلى معنى آخر قالت: فدع ذا وسلّ الهم عنك بكذا، كما قال «١» :

فدع ذا وسلّ الهم عنك بجسرة ... ذمول إذا صام النهار وهجّرا «٢»

وكما قال النابغة «٣» :

فسليت ما عندى بروحة عرمس ... تخبّ برحلى مرة وتناقل «٤»

وربما تركوا المعنى الأول، وقالوا «وعيس أو وهو جاء» وما أشبه ذلك، كما قال علقمة «٥» :

إذا شاب رأس المرء أو قلّ ماله ... فليس له فى ودّهنّ نصيب

وعنس بريناها كأنّ عيونها ... قوارير فى أدهانهن نصوب «٦»

فإذا أرادوا ذكر الممدوح قالوا: إلى فلان، ثم أخذوا فى مديحه؛ كما قال علقمه «٧» :

وناجية أفنى ركيب ضلوعها ... وحاركها تهجّر ودءوب «٨»

وتصبح عن غبّ السرى وكأنها ... مولّعة تخشى القنيص شبوب «٩»

<<  <   >  >>