للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سقوط الخيمة، ويستدرج ما أثر ذلك فى صدره بالإزالة والمحو، تقريبا لخاطره، وتطييبا لنفسه، فأجاد فيها كل الإجادة، وأحسن فى الاعتذار والاستدراج غاية الإحسان، مطلعها: «أينفع فى الخيمة العذل» ومنها قوله:

تضيق بشخصك أرجاؤها ... ويركض فى الواحد الجحفل

وتقصر ما كنت فى جوفها ... وتركز فيها القنا الذبل

ثم قال:

وإن لها شرفا باذخا ... وإن الخيام بها تخجل

فلا تنكرن لها صرعة ... فمن فرح النفس ما يقتل

ولما أمرت بتطنيبها ... أشيع بأنك لا ترحل

فما اعتمد الله تقويضها ... ولكن أشار بما تفعل

وعرف أنك من همه ... وأنك فى نصره ترفل

فما العاندون وما أملوا ... وما الحاسدون وما قوّلوا

هم يطلبون فمن أدركوا ... وهم يكذبون فمن يقبل

وهم يتمنون ما يشتهو ... ن ومن دونه جدك المقبل «١»

فهذه الأبيات من أعظم الأمثلة فى الاستدراج وإزالة ما يقع فى النفوس، ولو لم يكن فى شعره إلا هذه القصيدة، لكانت كافية فى معرفة فضله، وكونه فائقا فيه، ولنقتصر على هذا القدر من أمثلة الاستدراج ففيه كفاية.

<<  <  ج: ص:  >  >>