للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قيل لأعرابي: أي الألوان أحسن؟ قال: قصور بيض في حدائق خضر.

وقيل لآخر: أي الألوان أحسن؟ قال: بيضة «١» في روضة غبّ سارية والشمس مكبّدة «٢» .

وقال أعرابي: لقد رأيت بالبصرة برودا كأنها صبغت بأنوار الربيع، فهي تروع واللابس لها أروع.

العتبي قال: سمعت أعرابيا يقول: مررت ببلد ألقى بها الصيّف «٣» بعاعه، فأظهر غديرا يقصر الطرف عن أرجائه، وقد نفت الريح القذى عن مائه؛ فكأنه سلاسل درع ذات فضول.

وأنشد أبو عثمان الجاحظ لأعرابي:

أين إخواننا على السّرّاء ... أين أهل القباب والدهناء «٤»

جاورنا والأرض ملبسة نو ... ر إقاح يجاد بالأنواء

كلّ يوم بأقحوان جديد ... تضحك الأرض من بكاء السماء

[لابن مطير:]

ابن عمران المخزومي قال: أتيت مع أبي واليا على المدينة من قريش، وعنده أعرابي يقال له ابن مطير، وإذا مطر جود؛ فقال له الوالي: صفه؛ فقال: دعني أشرف وأنظر. فأشرف ونظر، ثم قال:

كثرت لكثرة ودقه أطباؤه ... فإذا تحلّب فاضت الأطباء «٥»

وله رباب هيدب لرقيقه ... قبل التّبعّق ديمة وطفاء «٦»

وكأنّ بارقه حريق تلتقي ... ريح عليه وعرفج وألاء «٧»