للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال له معاوية: لا كثّر الله في الناس أمثالك. قال جارية: قل معروفا وراعنا؛ فإن شر الدعاء المحتطب.

[معاوية والأحنف:]

عدّد معاوية بن أبي سفيان على الأحنف ذنوبا، فقال: يا أمير المؤمنين، لم تردّ الأمور على أعقابها؛ أما والله إن القلوب التي أبغضناك بها لبين جوانحنا، والسيوف التي قاتلناك بها على عواتقنا؛ ولئن مددت فترا من غدر لنمدّن باعا من ختر؛ «١» ولئن شئت لنستصفين كدر قلوبنا بصفو حلمك. قال: فإني أفعل!.

[معاوية وعدي:]

قال معاوية لعدي بن حاتم: ما فعلت الطرفات يا أبا طريف؟ يعني أولاده؛ قال:

قتلوا! قال: ما أنصفك ابن أبي طالب إذ قتل بنوك معه وبقي له بنوه! قال: لئن كان ذلك لقد قتل هو وبقيت أنا بعده! قال له معاوية: ألم تزعم أنه لا يخنق في قتل عثمان عنز؟ قال: قد والله خنق فيه التيس الأكبر. قال معاوية: أما إنه قد بقيت من دمه قطرة ولا بد أن أتبعها! قال عدي: لا أبا لك! شم «٢» السيف، فإنّ سلّ السيف يسلّ السيف. فالتفت معاوية إلى حبيب بن مسلمة فقال: أجعلها في كتابك فإنها حكمة.

[الأحنف وشامي لعن عليا:]

الشيباني عن أبي الجناب الكندي عن أبيه، أن معاوية بن أبي سفيان بينا هو جالس وعنده وجوه الناس، إذ دخل رجل من أهل الشام فقام خطيبا، فكان آخر كلامه أن لعن عليا؛ فأطرق الناس وتكلم الأحنف فقال: يا أمير المؤمنين، إن هذا القائل ما قال آنفا لو يعلم أن رضاك في لعن المرسلين لعنهم، فاتق الله ودع عنك عليا، فقد لقي