للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال: بل أخي، إذا لم يكن ولدي، أحقّ بها من أبن أخي. قال: يا أمير المؤمنين، فإن ابنك لم يبلغ؛ فبايع لهشام بن عبد الملك ولايتك الوليد من بعده، قال: غدا إن شاء الله. فلما كان من الغد بايع لهشام ولابنه الوليد من بعده. والوليد يومئذ ابن إحدى عشرة سنة، فلما انقضى أمر يزيد بن المهلب وأدرك الوليد ندم يزيد على استخلاف هشام، فكان إذا نظر إلى ابنه الوليد قال: الله بيني وبين من جعل هشاما بيني وبينك! قال: ولمال قتل يزيد بن المهلب، جمع يزيد بن عبد الملك العراق لأخيه مسلمة بن عبد الملك؛ فبعث هلال بن أحوز المازني إلى قندابيل «١» في طلب آل المهلب، فالتقوا، فقتل المفضل بن المهلب وانهزم الناس، وقتل هلال بن أحوز خمسة من ولد المهلب ولم يفتش النساء ولم يعرض لهن، وبعث العيال والأسرى إلى يزيد بن عبد الملك.

قال: حدثني جابر بن مسلم قال: لما دخلوا عليه قام كثيرّ بن أبي جمعة الذي يقال له كثيّر عزة، فقال:

حليم إذا ما نال عاقب مجملا ... أشدّ عقاب أو عفا لم يثرّب «٢»

فعفوا أمير المؤمنين وحسبة ... فما تكتسب من صالح لك يكتب

أساءوا فإن تغفر فإنك قادر ... وأعظم حلم حسبة حلم مغضب

نفتهم فريش عن أباطح مكة ... وذو يمن بالمشرفيّ المشطّب «٣»

فقال يزيد: لاطت «٤» بك الرّحم، لا سبيل إلى ذلك؛ من كان له قبل آل المهلب دم فليقم! فدفعهم إليهم حتى قتل نحو ثمانين.

قال: وبلغ يزيد بن عبد الملك أن هشاما يتنقّصه، فكتب إليه: