للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

غداة فجعناكم بحصن وبابنه ... وبابن المعلّى عاصم والمعارك

ثمانية منهم ثأرناهم به ... جميعا وما كانوا بواء بمالك «١»

نذيقكم والموت يبني سرداقا ... عليكم، شباحدّ السّيوف البواتك «٢»

تلوح بأيدينا كما لاح بارق ... نلألأ في داج من الليل حالك

صبحناكم العوج العناجيج بالضّحى ... تمرّ بنا مرّ الرّياح السّواهك «٣»

إذا خرجت من هبوة بعد هبوة ... سمت نحو ملتفّ من الموت شائك

وقال هند بن خالد بن صخر بن الشريد:

قتلت بمالك عمرا وحصنا ... وخلّيت القتام على الخدود «٤»

وكرزا قد أبأت به شريحا ... على أثر الفوارس بالكديد «٥»

جزيناهم بما انتهكوا وزدنا ... عليه ما وجدنا من مزيد

جلبنا من جنوب العود جردا ... كطير الماء غلّس للورد «٦»

قال: فلما ذكر هند بن خالد يوم الكديد وافتخر به، ولم يشهده أحد من بني الشريد، غضب من ذلك نبيشة بن حبيب، فأنشأ يقول:

تبخّل صنعنا في كلّ يوم ... كمخضوب البنان ولا يصيد

وتأكل ما يعاف الكلب منه ... وتزعم أن والدك الشّريد

أبى لي أن أقرّ الضّيم قيس ... وصاحبه المزور به الكديد «٧»