للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قومه أيّهم رئيس القوم؟ قال: حاميتهم صاحب الفرس الأدهم يعني بسطاما، فعلا عاصم عليه بالرمح فعارضه، حتى إذا كان بحذائه رمى بالقوس وجمع يديه في رمحه فطعنه، فلم تخطيء صماخ أذنه، حتى خرج الرمح من الناحية الأخرى، وخرّ على الألاءة- والألاءة شجرة- فلما رأى ذلك بنو شيبان خلّوا سبيل النعم وولوا الأدبار، فمن قتيل وأسير، وأسر بنو ثعلبة بجاد بن قيس بن مسعود أخا بسطام في سبعين من بني شيبان، فقال ابن غنمة الضبي، وهو مجاوز يومئذ في بني شيبان يرثي بسطاما وخاف أن يقتلوه، فقال:

لأمّ الأرض ويل ما أجنّت ... بحيث أضرّ بالحسن السبيل «١»

نقسم ماله فينا وندعو ... أبا الصهباء إذ جنح الأصيل «٢»

كأنك لم تريه ولم تريه ... تخبّ به عذا فرة ذمول «٣»

حقيبة رحّلها بدن وسرج ... تعارضها مربّبة دءول «٤»

إلى مسعاد أرعن مكفهر ... تضمّر في جوانبه الخيول «٥»

لك المرباع منها والصّفايا ... وحكمك والنشيطة والفضول «٦»

لقد ضمنت بنو زيد بن عمرو ... ولا يوفي ببسطام قتيل

فخرّ على الألاءة لم يوسّد ... كأنّ جبينه سيف صقيل «٧»

فإن تجزع عليه بنو أبيه ... فقد فجعوا وحلّ بهم جليل

بمطعام إذا الأشوال راحت ... إلى الحجرات ليس لها فصيل «٨»