للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إن يأخذ الله من عينيّ نورهما ... ففي لساني وقلبي منهما نور

قلبي ذكيّ وعقلي غير ذي دخل ... وفي فمي صارم كالسيف مشهور «١»

[قولهم في الغزل]

قال رجل لمحمد بن سيرين: ما تقول في الغزل الرقيق ينشده الإنسان في المسجد؟

فسكت عنه حتى أقيمت الصلاة وتقدم إلى المحراب، فالتفت إليه فقال:

وتبرد برد رداء العرو ... س في الصيف رقرقت فيه العبيرا

ونسخن ليلة لا يستطيع ... نباحا بها الكلب إلا هريرا

ثم قال: الله أكبر.

[الحجاج وأبو هريرة]

وقال الحجاج: دخلت المدينة فقصدت إلى مسجد النبي صلّى الله عليه وسلم: فإذا بأبي هريرة قد أكبّ الناس عليه يسألونه، فقلت: هكذا! افرجوا لي عن وجهه. فأفرج لي عنه، فقلت له: إني إنما أقول هذا:

طاف الخيالان فهاجا سقما ... خيال أروى وخيال تكتّما

تريك وجها ضاحكا ومعصما ... وساعدا عبلا وكفّا أدرما «٢»

فما تقول فيه؟ قال: لقد كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ينشد مثل هذا في المسجد فلا ينكره.

ودخل كعب بن زهير على النبيّ صلّى الله عليه وسلّم قبل صلاة الصبح، فمثل بين يديه وأنشده:

بانت سعاد فقلبي اليوم متبول ... متيم إثرها لم يفد مكبول

وما سعاد غداة البين إذ رحلوا ... إلا أغن غضيض الطرف مكحول «٣»