للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

العروض، فالإقواء عندهم ان ينتقص قوّة العروض فيكون «مفعولن» في الكامل، ويكون في الضرب «متفاعلن» فيزيد العجز على الصدر زيادة قبيحة، فيقال: أقوى في العروض، اي أذهب قوته، نحو قول الشاعر:

لمّا رأت ماء السّلى مشروبا ... والفرث يعصر في الإناء أرنّت «١»

ومثله:

أفبعد مقتل مالك بن زهير ... ترجو النساء عواقب الإطهار

والخليل يسمى هذا المقعر، وزعم يونس أنّ الإكفاء عند العراب هو الإقواء، وبعضهم يجعله تبديل القوافي، مثل أن يأتي بالعين مع الغين، لشبههما في الهجاء، وبالدال مع الطاء، لتقارب مخرجيهما، ويحتج بقول الشاعر:

جارية من ضبّة بن أدّ ... كأنها في ذرعها المنغطّ ... «٢»

والخليل يسمى هذا: الإجازة، وأبو عمرو يقول: الإقواء: اختلاف إعراب القوافي بالكسر والضم والفتح، وكذلك هو عند يونس وسيبويه، والإجازة عند بعضهم: اجتماع الفتح مع الضم أو الكسر في القافية، ولا تجوز الإجازة إلا فيما كان فيه الصول هاء ساكنة، نحو قول الشاعر:

الحمد لله الذي ... يعفو ويشتدّ انتقامه

وربّنا ربّهم ... لا يستطيعون اهتضامه

ومثله:

فديت من أنصفني في الهوى ... حتى إذا أحكمه ملّه

أبنّ ما كنت ومن ذا الذي ... قبلي صفا العيش له كلّه

والإكفاء: اختلاف القوافي بالكسر والضم عند جميع العلماء بالشعر، إلا ما ذكر يونس.