للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أسأت قتلناك! فأنشأ يقول:

أمنت بداود وجود يمينه ... من الحدث المخشيّ والبؤس والفقر

فأصبحت لا أخشى بداود نبوة ... من الحدثان إذ شددت به أزري»

له حكم لقمان وصورة يوسف ... وحكم سليمان وعدل أبي بكر

فتى تفرق الأموال من جود كفّه ... كما يفرق الشيطان من ليلة القدر «٢»

فقال: قد حكمناك؛ فإن شئت على قدرك، وإن شئت على قدري. قال: بل على قدري. فأعطاه خمسين ألفا، فقال له جلساؤه: هلا احتكمت على قدر الأمير؟ قال:

لم يك في ماله ما يفي بقدره! قال له داود: أنت في هذه أشعر منك في شعرك. وأمر له بمثل ما أعطاه.

[الرشيد وإسحاق الموصلي]

: الأصمعي قال: كنت عند الرشيد إذ دخل عليه إسحاق بن إبراهيم الموصلي فأنشده:

وآمرة بالبخل قلت لها اقصري ... فليس إلى ما تأمرين سبيل

فعالي فعال المكثرين تجمّلا ... ومالي كما قد تعلمين قليل

فكيف أخاف الفقر أو أحرم الغنى ... ورأي أمير المؤمنين جميل

فقال له الرشيد: لله درّ أبيات تأتينا بها! ما أحسن أصولها وأبين فصولها، وأقلّ فضولها! يا غلام أعطه عشرين ألفا. قال: والله لا أخذت منها درهما واحدا! قال:

ولم؟ قال: لأن كلامك والله يا أمير المؤمنين خير من شعري! قال: أعطوه أربعين ألفا. قال الأصمعي: فعلمت والله أنه أصيد لدراهم الملوك مني.