للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقيل: إنها قالت لما قتل عثمان: إني رأيت الحزن يبلى كما يبلى الثوب، وقد خشيت أن يبلى حزن عثمان من قلبي! فدعت بفهر فهتمت فاها، وقالت: والله لاقعد أحد مني مقعد عثمان أبدا!.

[فاطمة بنت الحسين بن علي وابن عمرو]

وكانت فاطمة بنت الحسين بن علي عند حسن بن حسن بن علي، فلما احتضر قال لبعض اهله: كأني بعبد الله بن عمرو بن عثمان بن عفان إذا سمع بموتي قد جاء يتهادى في ازار له مورد قد أسبله، فيقول: جئت أشهد ابن عمي، وليس يريد إلا النظر إلى فاطمة، فإذا جاء فلا يدخلنّ! قال: فو الله ما هو إلا أن أغمضوه، فجاء عبد الله بن عمرو في تلك الصفة التي وصفها، فمنع ساعة؛ فقال بعض القوم: لا يدخل: وقال بعضهم: افتحوا له، فإن مثله لا يردّ. ففتحوا له، ودخل؛ فلما صرنا إلى القبر قامت عليه فاطمة تبكي، ثم اطلعت إلى القبر فجعلت تصكّ وجهها بيديها حاسرة؛ قال: فدعا عبد الله بن عمرو وصيفا له فقال: انطلق إلى هذه المرأة وقل لها:

يقرئك ابن عمّك السلام، ويقول لك: كفّي عن وجهك؛ فإن لنا به حاجة! فلما بلغها الرسالة أرسلت يديها فأدخلتهما في كميها حتى انصرف الناس.

فتزوجها عبد الله بن عمرو بعد ذلك، فولدت له محمد بن عبد الله؛ وكان يسمى المذهب، لجماله؛ وكانت ولدت من حسن بن حسن، عبد الله بن حسن الذي حارب أبو جعفر ولديه إبراهيم ومحمدا ابني عبد الله بن الحسن بن الحسن حتى قتلهما.

[محمد بن عبد الله ابن عمرو]

وعن سلمة بن محارب قال: ما رأيت قرشيا قط كان أكمل ولا اجمل من محمد بن عبد الله بن عمرو الذي ولدته فاطمة بنت الحسين.

وكانت له ابنة ولدها رسول الله صلّى الله عليه وسلم، وأبو بكر، وعمر، وعثمان، وعلي، وطلحة، والزبير: كانت امها خديجة بنت عثمان بن عروة بن الزبير وأم عروة أسماء