للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[البيان]

كنه البيان:

كلّ شيء كشف لك قناع المعنى الخفي حتى يتأدّى إلى الفهم ويتقبّله العقل، فذلك البيان الذي ذكره الله في كتابه، ومنّ به على عباده؛ فقال تعالى:

الرَّحْمنُ عَلَّمَ الْقُرْآنَ. خَلَقَ الْإِنْسانَ عَلَّمَهُ الْبَيانَ

«١» .

وسئل النبي صلّى الله عليه وسلم: فيم الجمال؟ فقال «في اللسان» . يريد البيان.

وقال صلّى الله عليه وسلم: «إنّ من البيان لسحرا» .

وقالت العرب: أنفذ من الرّميّة كلمة فصيحة.

وقال الراجز:

لقد خشيت أن تكون ساحرا ... راوية مرّا ومرّا شاعرا «٢»

وقال سهل بن هارون: العقل رائد الروح؛ والعلم رائد العقل، والبيان ترجمان العلم.

وقالوا: البيان بصر والعيّ عمى، كما أنّ العلم بصر والجهل عمى؛ والبيان من نتاج العلم. والعيّ من نتاج الجهل.

وقالوا: ليس لمنقوص البيان بهاء. ولو حكّ بيافوخه «٣» عنان السماء.

وقال صاحب المنطق: حدّ الإنسان: الحيّ الناطق المبين.

وقال: الروح عماد البدن، والعلم عماد الروح، والبيان عماد العلم.

[تبجيل الملوك وتعظيمهم]

قال النبيّ صلّى الله عليه وسلم: «إذا أتاكم كريم قوم فأكرموه» .