للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الشعر، يقول: من لم يسد مع الحداثة لم يسد مع الشيخوخة؛ والوجه الآخر أن يكون أراد بالسواد سواد الناس ودهماءهم، يقول: من لم يطر له اسم على ألسنة العامة بالسّودد لم ينفعه ما طار له في الخاصة.

وقال أبان بن مسلمة «١» :

ولسنا كقوم محدثين سيادة ... يرى مالها ولا تحسّ فعالها

مساعيهم مقصورة في بيوتهم ... ومسعاتنا ذبيان طرّا عيالها

[لابن عيينة بعد موت نظرائه:]

الهيثم بن عديّ قال: لما انفرد سفيان بن عيينة ومات نظراؤه من العلماء، تكاثر الناس عليه، فأنشد يقول:

خلت الدّيار فسدت غير مسوّد ... ومن الشّقاء تفرّدي بالسّودد

[سودد الرجل بنفسه]

قال النبي صلّى الله عليه وسلم: من أسرع به عمله لم يبطيء به حسبه، ومن أبطأ به عمله لم يسرع به نسبه.

وقال قسّ بن ساعدة: من فاته حسب نفسه لم ينفعه حسب أبيه.

وقالوا: إنما الناس بأبدانهم.

وقال الشاعر:

نفس عصام سوّدت عصاما ... وعلّمته الكرّ والإقداما

وقال عبد الله بن معاوية:

لسنا وإن كرمت أوائلنا ... يوما على الأحساب نتكل

نبني كما كانت أوائلنا ... تبني ونفعل مثل ما فعلوا