للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وجنوح النفس إلى مخالفتها. ومنه قولهم:

أحبّ شيء إلى الإنسان ما منعا

وقولهم:

والشيء يرغب فيه حين يمتنع

والموعظة مانعة لك مما تشتهي، حاملة لك على ما تكره، إلا أن تلقاها بسمع قد فتقته العبرة، وقلب قدحت فيه الفكرة، ونفس لها من علمها زاجر، ومن عقلها رادع؛ فيفتح لك باب التوبة، ويوضح لك سبيل الإنابة.

للنبي صلّى الله عليه وسلم:

قال النبي صلّى الله عليه وسلم: حفّت الجنة بالمكاره، وحفّت النار بالشهوات. يريد أن الطريق إلى الجنة احتمال المكروه في الدنيا، والطريق إلى النار ركوب الشهوات.

وخير الموعظة ما كانت من قائل مخلص، إلى سامع منصف.

لبعضهم:

وقال بعضهم: الكلمة إذا خرجت من القلب وقعت في القلب، وإذا خرجت من اللسان لم تجاوز الآذان.

وقالوا: ما أحسن التاج! وهو على رأس الملك أحسن. وما أحسن الدرّ، وهو على نحر الفتاة أحسن. وما أحسن الموعظة! وهي من الفاضل التقيّ أحسن.

لزياد:

وقال زياد: أيها الناس، لا يمنعكم سوء ما تعلمون منا، أن تنتفعوا بأحسن ما تسمعون منا. قال الشاعر:

اعمل بقولي وإن قصّرت في عملي ... ينفعك قولي ولا يضررك تقصيري