للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بالشّره «١» والحرص.

وقال الشاعر: [بسيط]

كم من حريص على شيء ليدركه ... وعلّ إدراكه يدني إلى عطبه «٢»

وقال آخر: [متقارب]

وربّ ملحّ على بغية ... وفيها منيّته لو شعر «٣»

والعرب تقول في الرجل الملحّ في الحوائج الذي لا تنقضي له حاجة إلا سأل أخرى: [بسيط]

لا يرسل السّاق إلّا ممسكا ساقا

وأصل المثل في الحرباء، إذا اشتدّ عليه حرّ الشمس لجأ إلى شجرة ثم توقّى في أغصانها، فلا يرسل غصنا حتّى يقبض على آخر.

وقال الشاعر: [بسيط]

أنّى أتيح له حرباء تنضبة ... لا يرسل الساق إلّا ممسكا ساقا «٤»

وفي كتاب كليلة: لا فقر ولا بلاء كالحرص والشّره، ولا غنى كالرّضا والقناعة، ولا عقل كالتّدبير، ولا ورع كالكفّ، ولا حسب كحسن الخلق.

قال ابن المقفع: الحرص والحسد بكرا الذنوب «٥» وأصل المهالك؛ أمّا الحسد فأهلك إبليس، وأما الحرص فأخرج آدم من الجنّة.

<<  <  ج: ص:  >  >>