للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يوسّع على الناس كلّهم حتى لا يكون محتاج لفعل، فلا تجهدوا أنفسكم في التوسعة فتهلكوا هزلا.

قيل لمحمد بن عمران قاضي المدينة- وهو من ولد طلحة بن عبيد الله-: إنك تنسب إلى البخل، فقال: والله إني لا أحمد في الحق ولا أذوب في الباطل. وكان يقال: لا تصن كثيرا عن حقّ ولا تنفق قليلا في باطل. ومن أمثال العرب في ذلك «لا وكس ولا شطط» «١» و «إذا جدّ السؤال جدّ المنع» .

وقال الشاعر: [طويل]

إلّا أكن كلّ الجواد فإنّني ... على الزاد في الظّلماء غير لئيم

وإلّا أكن كلّ الشجاع فإنني ... أردّ سنان الرمح غير سليم

وقد علمت عليا هوازن أنني ... فتاها وسفلى عامر وتميم

قال معاوية: ما رأيت سرفا «٢» قطّ إلا وإلى جانبه حقّ مضيّع.

[أفعال من أفعال السادة والأشراف]

حدّثني الرّياشيّ قال: حدّثنا الأصمعيّ قال: حدّثنا ابن عمران قاضي المدينة أن طلحة كان يقال له: طلحة الخير، وطلحة الفيّاض، وطلحة الطّلحات وأنه فدى عشرة من أسارى بدر وجاء يمشي بينهم، وأنه سئل برحم فقال: ما سئلت بهذه الرحم قبل اليوم، وقد بعت حائطا لي بتسعمائة ألف درهم وأنا فيه بالخيار، فإن شئت ارتجعته وأعطيتكه، وإن شئت أعطيتك ثمنه.

<<  <  ج: ص:  >  >>