للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

هواه زاجرا، وعند همّه آمرا، أخذ بعنان قلبه كما يأخذ بخطام «١» جمله، فإن قاده إلى طاعة الله تبعه، وإن قاده إلى معصية الله كفّه.

خطبة للمنصور «٢»

خطب المنصور بمكة فقال: أيها الناس، إنما أنا سلطان الله في أرضه، أسوسكم بتوفيقه وتسديده وتأييده وتبصيره، وخازنه على فيئه أعمل فيه بمشيئته، وأقسمه بإرادته، وأعطيه بإذنه، قد جعلني عليه قفلا إذا شاء أن يفتحني لإعطائكم وقسم أرزاقكم فتحني، وإذا شاء أن يقفلني عليها أقفلني. فارغبوا إلى الله واسألوه في هذا اليوم الشريف الذي وهب لكم فيه من فضله ما أعلمكم في كتابه، إذ يقول: الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً

«٣» أن يوفّقني للصّواب والرشاد، ويلهمني الرأفة بكم والإحسان إليكم، ويفتحني لإعطائكم وقسم أرزاقكم بالعدل عليكم.

خطبة لداود بن عليّ

خطب فقال: أحرز لسان رأسه، اتّعظ امرؤ بغيره، اعتبر عاقل قبل أن يعتبر به، فأمسك الفضل من قوله وقدّم الفضل من عمله: ثم أخذ بقائم سيفه فقال: إنّ بكم داء هذا دواؤه، وأنا زعيم لكم بشفائه، وما بعد الوعيد إلّا الإيقاع.

<<  <  ج: ص:  >  >>